سه‌شنبه , 23 آوریل 2024

زرع قرنية العين من منظور فقهي و ثقافي

أقامت لجنة فكر الدين و الصحة و نمط الحياة في معاونية البحث التابعة لحوزة خراسان العلمية ندوة تخصصية بعنوان «زرع قرنية العين من منظور فقهي و ثقافي» بضيافة بنك العيون التابع لجامعة مشهد للعلوم الطبية.

وقى شارك في هذه الندوة العلمية كل من حجج الاسلام و المسلمين محمد مرواريد و محسن ملكي من أساتذة دروس الخارج، و حشد من أساتذة المستويات العليا في حوزة مشهد العلمية وبعض مسؤولي الحوزة و أساتذة الجامعة.

عدد كبير من مرضى العين في صف انتظار زرع القرنية

في بداية هذا اللقاء قدّم الدكتور زارعي تقرير عن أنشطة بنك العين مشهد و قال: بنك العين مشهد هو أول بنك عين حكومي في إيران حيث تم افتتاحه في مايو 2017م.

وأوضح رئيس بنك العين في جامعة مشهد للعلوم الطبية أنه بموجب المعايير الدولية فإن كل 20 مليون شخص من السكان يحتاج إلى بنك عين، مضيفاً: نظراً لزيادة زرع القرنية و الأنسجة العينية فإننا بحاجة إلى زيادة الكوادر البشرية في هذا المجال، لذلك يتم سنوياً تربية شخصين في مشهد أخصائيين في القرنية. إن بلادنا قطب لطب العيون و زرع القرنية في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار زارعي إلى التجهيزات المتطورة لهذا البنك مضيفاً: تم تصميم بنك العيون مشهد وفقاً للنماذج الأوروبية و الأمريكية، و تصنع بموجب المواصفات القياسية العالمية و المعاصرة في الدنيا. يتم الإحتفاظ في بنك العيون بقرنيات مهداة من مرضى الموت الدماغي و كذلك من كل شخص يوصي بإهداء قرنيته بعد موته.

وأوضح أن قرنية العين قابلة للأخذ حتى 36 ساعة بعد الموت، مؤكداص: تم إطلاق بنك العيون للجمهورية الاسلامية منذ 20 عام في طهران، و خلال هذه الفترة تم الكثير من عمليات زرع القرنية عن طريق الاحتفاظ بها في بنك القرنية في البلاد.

وتابع زارعي: نظراص إلى أن العديد من المرضى يتم علاجهم بزرع القرنية لذلك فإن الحاجة لذلك من الاحتياجات الجدية و الملحّة في مجال طب العيون، و هناك الكثير من مرضى العين في صف انتظار زرع القرنية، لذلك فإن بناء ثقافة في هذا المجال من الأمور الهامة و الضرورية.

دخول العلماء و المثقفين في مواضيع فقه الطب لازم و ضروري

وفي هذا اللقاء شارك الدكتور هادي أنصاري الذي دُعي من قبل لجنة فكر الدين و الصحة و طريقة الحياة في حوزة خراسان العلمية معرباً عن سعادته للمشاركة في هذه الندوة و التعرّف على أنشطة اللجنة و العلاقات المتبادلة مع جامعة مشهد للعلوم الطبية فقال: هذا النوع من الندوات واللقاءات العلمية يعتبر مصداق عيني لوحدة الحوزة و الجامعة، و ينتج عنه ثمار علمية و بحثية كثيرة. فكما أن الجامعة تحتاج إلى الحوزة، فإن الحوزة تحتاج أيضاً إلى الجامعة و رسالتهم جميعاً هي حل مشاكل و معضلات المجتمع الإسلامي.

وأضاف عضو أكاديمية العلوم الطبية: إهداء الأعضاء من المواضيع الهامة في علم الطب و دخول علماء و مثقفي الحوزة العلمية في هذه المواضيع هو أمر هام وضروري، ناهيك عن أن المجتمع الإسلامي يولي اهتماماً خاصاً بالقضايا الشرعية و الفقهية خاصة في هذا المجال، حتى الأشخاص الذين ليس لديهم تقيد بالقضايا الشرعية فإنهم في موضوع زرع الأعضاء ملتزمين بمراعاة الأحكام الشرعية.

يجب إزالة المشاكل الفقهية و الشرعية لزرع القرنية

وفي هذه الندوة تحدث حجة الاسلام  والمسلمين محمد مرواريد فقال: زرع القرنية من الأعمال الهامة في المجتمع الطبين وضرورة ذلك هام للغاية و يجب حل مشاكله الفقهية  والشرعية. بالطبع و نظراً إلى أن أخذ القرنية من الأموات ممكن، فإن لها محاذير أقل بالنسبة للزرع من المرضى المتوفين دماغياً، لكن في هذا السياق فإن بعض مراجع التقليد لديهم إشكالات ولا يعطون الأذن بقطع أعضاء الميت إلا في حال كانت حياة إنسان آخر متوقفة عليها، و نظراً إلى أنه في هذا الفرض لا تتوقف حياة الشخص على القرنية، لذلك فإن أخذ القرنية من الأموات غير جائز.

وتابه أستاذ درس الخارج في حوزة خراسان العلمية: في المقابل فإن بعض مراجع التقليد يعتقدون أنه نظراً لأهمية البصر و العسر والحرج الشديد في الحياة بدون بصر، لذلك يمكن أخذ القرنية من الأشخاص الذين فارقوا الحياة برضا أولياء الميت.

کما تحدث حجة الاسلام وحدتي شبيري رئيس الجامعة الرضوية للعلوم الاسلامية في هذه الندوة طارحاً سؤالات عن العلاقة بين زرع القرنية وقال: هل يمكن للمكفوفين زرع القرنية و استعادة بصرهم؟ وفي جواب على هذا السؤال أعطى الدكتور زارعي جواباً إيجابياً و أضاف: حتى الأشخاص الذين حُرموا لسنوات من نعمة البصر يمكنهم استعادة نظرهم بعملية زرع القرنية، و يتخلصوا من إعاقة خطيرة.

أسئلة حول زرع القرنية

کما طرح حجة الاسلام الدكتور طباطبائي أسئلة حول زرع القرنية و تساءل: أي تأثير لعملية أخذ القرنية على مظهر الأشخاص؟ هل تطابق الجنس مطروح في زرع القرنية؟ كم هي دائرة العلاج بزرع القرنية؟ هل يمكن الاستفادة من قرنية الحيوانات من أجل الزرع؟

وحول هذه الأسئلة تحدث الدكتور زارعي رئيس بنك العيون في جامعة مشهد للعلوم الطبية فقالك أول زرع تم من غير الإنسان كان من الخنزير و الأرنب، و كانت فترة بقاءه قصيرة وقد انتبه الجسم سريعاً أن هذا الجسم ليس من نوعه و لفظه، مثل القرنية الاصطناعية التي يمكن أن تحمل أخطاراً للعين و الرؤية و تؤدي إلى الاتهاب.

و أوضح أن المتداول الآن هو زرع القرنية، بينما زرع الأقسام الأخرى من العين غير متداول أو معروف، وتابع: فيما يخض العلاقة بين مظهر الجسم بعد أخذ القرنية بشكل خاص و تم خياطتها بشكل دقيق، فإنه لن يحدث أي تغيير في وجه و مظهر المتوفي، و لا يوجد أي قلق في هذا السياق.

کما أكد رئيس بنك العيون في جامعة مشهد للعلوم الطبية: لا يوجد أية مشكلة بالنسبة للزرع من غير الجنس و في كلا الحالتين يكون الزرع ناجحاً.

وفي جوابه على هذا السؤال هل يمكن أن نصل إلى مكان لا نكون فيها بحاجة إلى قرنية الإنسان للزرع و نتمكن من استعمال القرنية الاصطناعية، وقال: في الظروف الحالية و لن يحدث هذا الأمر قبل 20 عام على الأقل، و زرع القرنية متداول في جميع أنحاء العالم وهم يسعون لبناء بنوك للعين و تعزيزها.

وأضاف: يمكن لإيران في منطقة الشرق الأوسط أن تقدم مساعدة كبيرة للدول الإسلامية في مجال المعرفة و التقنية الطبية و تلبي احتياجاتهم للقرنية.

وفی جواب له على سؤال إلى أي مدى عمل زرع القرنية ضروري قال أستاذ جامعة مشهد للعلوم الطبية: يعتبر زرع القرنية بعنوان آخر حل و طريقة علاجية، و طالما أن الطرق العلاجية الأخرى تعطي نتيجة لا يتم القيام بعملية زرع القرنية.

وفي ختام هذه الندوة العلمية قام المشاركون بزيارة مختلف أقسام بنك العيون في مشهد.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *