جمعه , 26 آوریل 2024

التقارب الاسلامي في السيرة الرضوية

أقيمت الندوة العلمية التقارب الاسلامي في السيرة الرضوية برعاية المركز التخصصي للدراسات التطبيقية للمذاهب الاسلامية في مشهد.

بحسب تقرير العلاقات العامة في حوزة خراسان العلمية فقد تحدث في هذه الندوة حجة الاسلام و المسلمين مهدي فرمانيان رئيس كلية المذاهب الاسلامية فقال: إنّ ما نستخلصه من سيرة و سلوك و كلام الامام الرضا(ع) حتى في المناظرات و الحوار مع البلاد و علماء أهل السنّة، هو أنه في ذلك الزمان حصل تعامل بنّاء و مناسب و مطلوب بين الامام الرضا(ع) و أهل السنّة .

و أوضح أنه مع دراسة السيرة الرضوية نرى أن ثامن الحجج علي بن موسى الرضا(ع) كان يتصرّف بشكل محترم خلال تعامله مع أهل السنة، و قال: إن تعامل الامام الرضا(ع) مع أهل السنة يُشاهد بوضوح في مصادر العرفاء و الصوفيين، لدرجة أن جميع الطرق الصوفية في العالم قد أوصلوا نسبة عقائدهم إلى معروف الكرخي، و يقولون أيضاً أن معروف الكرخي من تلاميذ الامام الرضا(ع).

وأضاف رئيس كلية المذاهب الاسلامية: في سلسلة سند أهل السنة فإن الجميع يوصلون أنفسهم إلى الامام الرضا(ع) و هذا يُظهر تعامله عليه السلام مع أهل السنة وكم كان جيداً حيث الجميع يقولون أنهم أخذوا طريقتهم عنه.

واعتبر حجة الاسلام و المسلمين فرمانيان أن قبول ولاية العهد من العوامل التي لعبت دوراً هاماً في التقارب و الوحدة بين الشيعة و أهل السنة.

مولوي صارمي: الامام الرضا(ع) نموذج للوحدة لجميع المسلمين

كذلك تحدث في هذه الندوة مولوي صارمي؛ أستاذ حوزة أهل السنة العلمية في تربت جام موضحاً أنّ سيرة الامام الرضا(ع) نموذج للوحدة  لجميع علماء المسلمين من كل فرقة و فكر، فقال: إن مضجع ثامن الحجج(ع) اليوم رمز للوحدة بين جميع الفرق الاسلامية في شرق العالم خاصة في إيران و آسيا الوسطى، كما أنّ حرمه مشعل مضيء لجذب آلاف الزائرين.

و أوضح مدرس حوزة أهل السنة العلمية في تربت جام أننا نحن السنّة لدينا اعتقاد بأهل بيت الرسول الأكرم(ص) و نعتبرها من مباديء اعتقاداتنا، و أضاف: جميع مذاهب أهل السنة يكنّون احتراماً كبيراً للرسول الأكرم(ص) و أهل بيته(ع) ولديهم محبّة كبيرة لهم.

وأوضح مولوي صارمي أن محبة رسول الله(ص) هي في الحقيقة من علائم الإيمان، وقال: كما انّ بغض و كراهية الأئمة المعصومين(ع) دليل على النفاق، إننا أهل السنة نسلّم في صلاتنا على الرسول الأكرم(ص) و أهل بيته(ع)، كما نعتبر الصلاة دون السلام عليهم ناقصة.

وقال كما أن النجوم دليل لكي يقطع الإنسان طريقه، فإن الاشخاص الذين يرافقون أهل البيت(ع) ينجون من مصائب الدنيا، و قال: محبة أهل البيت(ع) واحدة من الوجوه المشتركة بين جميع المذاهب الاسلامية. فعشقهم و محبتهم لا تختص بأي مذهب خاص، والسنة و الشيعة على حد سواء جميعهم و بسبب اتصالهم بنسب رسول الاسلام الأكرم(ص)، وكذلك من جهة الفضائل الأخلاقية فإنهم يعشقون هؤلاء المعصومين(ع).

وأوضح مولوي صارمي أن سيرة الامام الحسن(ع) و الامام الحسين(ع) نظراً للظروف التي تحيط بالعالم الاسلامي يمكن أن تكون سيرة أصيلة للأمة الاسلامية ليسير الجميع في طريق إصلاح العالم بالوحدة و التعاطف، و قال: كان صلح الامام الحسن(ع) في سياق التعاطف و التقارب و الإنسجام و وحدة الأمة الاسلامية، وبالإستناذ إلى ثورة التحرر التي قام بها الامام الحسين(ع) فإنه يمكن الوقوف في وجه جميع طغاة العالم، و هزيمتهم بالتعاطف و التقارب.

وقال مدرّس حوزة أهل السنة العلمية في تربت جام أن الامام الرضا(ع) يقول أن الله قد خلق المؤمن من نوره، و كل شخص أخ حقيقي لمؤمن آخر، وقال: لقد قبل بالسفر إلى خراسان و قبل بولاية العهد من أجل خلق الوحدة و التعاطف بين المسلمين، و بهذا التصرف أنقذ الأمة الاسلامية من سفك الدماء و خلق الوحدة بين مختلف الفرق تحت راية الاسلام.

الحوار استراتيجية الوحدة و تقارب المذاهب الاسلامية

واعتبر حجة الاسلام محسن أفضل آبادي مدير المركز التخصصي للدراسات المقارنة للمذاهب الاسلامية أن الهدف من إقامة هذه الندوة شرح النظرة الشاملة لثامن الحجج الامام الرضا(ع) إلى جميع الأديان و المكاتب و دوره الوحدوي في المجتمع الاسلامي و قال: إن الاستكبار و المجموعات الاسلامية المتطرفة تقرع اليوم  وبشكل مستمر على طبل التفرقة و تشعل نار الخلافات المذهبية.

و أوضح أنه كان للامام الرضا(ع) دور واضح و مؤثر في الوحدة بين المذاهب الاسلامية، فقال: كان الامام الرضا(ع) المعروف بعالم آل محمد يعتبر الحوار والمحادثات بين الأديان من سياساته، و هذه السيرة يمكن أن تكون استراتيجية للوحدة و التقارب بين المذاهب الاسلامية في جميع أرجاء العالم الاسلامي.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *