پنج‌شنبه , 25 آوریل 2024

جاذبية الأخلاق الحسينية

قام أستاذ دروس الخارج في الفقه و الأصول في حوزة خراسان العلمية خلال سلسلة جلسات الأخلاق العامة في هذه الحوزة بعنوان «الأخلاق و السلوك الثوروي»، بشرح مفهوم الاستغراق في أنوار حضرة الحق و الإنقطاع إلى الله في سيرة سيد الشهداء(ع).

بحسب تقرير العلاقات العامة في حوزة خراسان العلمية فقد تحدث أستاذ درس الخارج في الفقه و الأصول في حوزة خراسان حجة الاسلام والمسلمين مهدي زماني فرد، في سلسلة جلسات الأخلاق العامة في هذه الحوزة بعنوان «الأخلاق و السلوك الثوري»، بشرح جاذبية الأخلاق الحسينية و قال: الجاذبية الأخلاقية المتعددة في شخصية وجود سيد الشهداء(ع) قد تجلت أثناء و بعد النهضة الحسينية.

و أوضح أنه إلى جانب الجاذبية الكبيرة الأخرى لهذه الشخصية العظيمة، فإن لديه جاذبية أخلاقية جميلة للغاية وجديرة بالملاحظة، وقال: يتجلى في وجود الإنسان نوعين من الجمال؛ مجموعة من هذه الجمالات الطبيعية و المادية موجودة لدى الإنسان و لدى غيره، لكن هناك مجموعة أخرى من الجمال مختص بالبشر فقط، و حتى الملائكة و المقربون لا يتمتعون بأي منها.

وأوضح أستاذ دروس الخارج في حوزة خراسان العلمية أن الله قد وضع هذه القابلية في الإنسان ليصبح بهذا الجمال، و أضاف: لقد جمّل أخلاق الإنسان، و منحه الجمال و الكمال و وضعه في منزلة و مرتبة أعلى من الملائكة. 

و أوضح حجة الاسلام و المسلمين زماني فرد أنّ الأخلاق جميلة و لها جاذبية حيث تجلّت هذه الجاذبية الأخلاقية في الأئمة الأطهار(ع) و أهل البيت (ع) بشكل لا يوصف ولا يمكن تصوره، و قال: هذه الجاذبة الأخلاقية لهذه الشخصيات التاريخية الأخلاقية قد أدهشت الملائكة، و من واجبنا ومهامنا أن نتأمل في هذه الجاذبة بمقدار فهمنا و إدراكنا، و أن نسعى لتظهر جلية في أخلاقنا. 

وتابع كلامه مشيراً إلى واحدة من الجاذبيات الأخلاقية لحضرة سيد الشهداء(ع) يعني الإنقطاع إلى الله و قال: أحد حالات الجمال الأخلاقية هي أن ينقطع الإنسان عن غير الله ويتوجه بشكل تام إلى ساحة الربوبية؛ يعني يستطيع الإنقطاع عما سوى الله و يستغرق في ساحة الربوبية المقدسة، تماماً كما يطلب الإنسان في المناجاة الشعبانية أن يرزقه الله كمال الإنقطاع عمّن سواه وأن يحظى بعناية الله الكاملة.

وأوضح أستاذ دروس الخارج في حوزة خراسان العلمية أن أهم صفة لروح و قلب الإنسان هي الحضور و الإقبال التام على الساحة المقدسة للرب، وقال: قال الإمام الصادق(ع) في حديث شريف أن العقل والقلب جميعها لله ولا سبيل لأحد في هذا الحرم لغير الله؛ في هذا الطريق عندما ينقطع الإنسان نحو الله و يقطع أمله من جميع الأتباع والأصدقاء عنها يتحقق المعنى الحقيقي لكلمة الإنقطاع.   

وأوضح حجة الاسلام و المسلمين زماني فرد أن الإنقطاع معناه أن ييأس الإنسان من الخلق و يجعل كل أمله بالله تعالى، وقال: عندما كان سيد الشهداء(ع) في ليلة عاشوراء يتحدث مع  أصحابه قال لهم ألا  و إني قد أذنتُ لكم ، فانطلقِوا جميعاً في حل ليس عليكم حَرجٌ منّي ولا ذمام هذا الّليلُ قد غشيّكم فاتّخذوه جَمَلا. هذا يعني أنه قد  قطع أمله من الجميع باستثناء الله تعالى.

و أوضح أن هذا الإنقطاع إلى الله من ميزات و خصائص أهل البيت(ع) بما فيهم سيد الشهداء(ع) الذي لم يتعلق قلبه بغير الله أبداً، و قال: جاء في المناجاة الشعبانية   إلهي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ اَيّامَ حَياتي فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي وفي الحقيقة هذا الشعور بالإنقطاع هو أكبر أمر يمكن أن يحدث للإنسان في مقام العرفان، لأنه في الحصول على هذه المنزلة و الوصول إليها، يستطيع أن يصل إلى مكان لا يجري في وجوده وقلبه و ذهنه شىء غير الله تعالى.                  

وأشار أستاذ حوزة خراسان العلمية إلى الآية 173 من سورة آل عمران بمضمون «الَّذينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکيلُ» مضيفاً: بحسب هذه الآية فإن الشخص المنقطع عن غير الله، يحصل على توكل عظيم، بحيث لا يشك أو يتردد ولو واحد في المائة في ثقته بالحق تعالى.

وتابع حجة الاسلام والمسلمين زماني: المرحوم آخوند خراساني ذلك الأصولي الكبير، والفقيه المشهور ومرجع التقليد البارز في زمانه، كان شخصية كبيرة في النجف وفي النهضة السياسية للحركة الدستورية، وكان لديه توكل عجيب؛ توكله الذي كان مضرب الأمثال أصبح سبباً أن يتحرك من هم تابعين له في هذا المسير، وشخصييات أخرى في عصره كانوا نجوماً، لكن لم يكن لهم أي ضوء أمام تلك الشمس اللامعة.

و أشار إلى أهمية الإنقطاع عن غير الله مضيفاً: أحد متطلبات التوجه التام لساحة الربوبية المقدسة، هي أن يثق طالب العلوم الدينية بشكل كامل و حاسم بالله، ولا يراوده أدنى شك ولو واحد بالمائة  بقدرة الله وعلمه و حكمته و عنايته.

وأوضح أستاذ دروس  الخارج في حوزة خراسان العلمية أن كل شخص يحصل له الإنقطاع عن غير الله، لن يكون لديه أيّ تساؤل أمام الله و سيعتبر أن وجوده بالكامل هو التسليم المحض له، و أضاف: واقعة كربلاء و أحداث عاشوراء لها قيمة مضاعفة لجميع الأنبياء و الأولياء، لأنهم كانوا يعلمون أنه لا يوجد عمل أرفع من هذا الجهاد العظيم، و هذا التسليم المحض و الإنقطاع إلى سيد الشهداء(ع) أصبح سبباً لأن تأخذ هذه الواقعة العظيمة والمصيبة الكبرى، مظهراً خاصاً وفي الحقيقة كلها انعكاس لذلك التسليم.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *