شنبه , 18 می 2024
أحكام شهر محرم ومجالس العزاء

أحكام العزاء و شهر محرم من وجهة نظر الإمام الخامنئي

بمناسبة شهر محرم الحرام وأيام عزاء سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، يقدم موقع مکتب سماحة القائد آية الله العظمى السيد علي الحسيني الخامنئي مدّ ظله بعضاً من الأحكام المتعلقة بإقامة مراسم العزاء من وجهة نظر قائد الثورة الإسلامية.

 

س. هل يكره إكساء المساجد بالسواد أو ارتداء الملابس السوداء في إطار إقامة مراسم العزاء؟

ج. إكساء المساجد بالسواد وارتداء الملابس السوداء في أيام عزاء آل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) بهدف تعظيم الشعائر الإلهية وإظهار الحزن والغم موجبٌ لتحصيل الثواب الإلهي وعلى كل حال لم يثبت كراهة ارتداء الملابس السوداء في غير الصلاة.

 

س. يُذاع صوت تلاوة القرآن والمجالس الحسينية من الحسينية بصوت عال جداً حتى أن هذا الصوت يسمع من خارج المدينة، هذا الأمر عمل على سلب الجيران الراحة ولا يزال المسؤولون والخطباء في الحسينية مصرين على متابعة هذا الأمر، ما حكم هذا العمل؟

ج. على الرغم من أن إقامة مراسم العزاء والشعائر الدينية في الأوقات المناسبة في الحسينية واحدٌ من أفضل  الأعمال ويعتبر جزءاً من المستحبات، إلا أنه يتوجب على القائمين على هذه المراسم والمشاركين فيها العمل على تجنب إيذاء ومضايقة الجيران حتى الممكن، حتى ولو كان من خلال إخفاض صوت مكبرات الصوت أو تغيير جهتها بإتجاه داخل الحسينية.

 

س. تقام في يوم عاشوراء بعض المراسم مثل ضرب الأجساد بالسلاسل الحاوية على شفرات أو المشي حافياً على النار والجمر، مما يسبّب أضراراً نفسية وجسدية، مضافاً إلى ما يترتب على مثل هذه الأعمال من تشويه للتشيّع (المذهب الإثنا عشري) في أنظار علماء وأبناء المذاهب الإسلامية والعالم، وقد تترتب على ذلك إهانة للمذهب، فما هو رأيكم الشريف بذلك؟

ج. كل ما يوجب ضرراً على الإنسان من الأمور المذكورة، أو يوجب وهن الدين والمذهب، فهو حرام يجب على المؤمنين الإجتناب عنه. ولا يخفى ما في كثير من تلك المذكورات من سوء السمعة والتوهين عند الناس لمذهب أهل البيت، وهذا من أكبر الضرر وأعظم الخسارة.

 

س. هل التطبير في الخفاء حلال أم أنّ فتواكم الشريفة عامة؟

ج. التطبير مضافاً إلى أنه لا يعدّ عرفاً من مظاهر الأسى والحزن، وليس له سابقة في عصر الأئمة والعصور اللاحقة، ولم يرد فيه تأييد من المعصوم بشكل خاص، ولا بشكل عام، يعدّ في الوقت الراهن وهناً وشَيناً على المذهب، فلا يجوز بحال من الأحوال.

 

س. ما هو حكم السقوط بالوجه على الأرض أمام المزارات المقدسة للأئمة (عليهم السلام)، حيث إنّ بعض الناس يقومون بتعفير وجوههم وصدورهم على الأرض وخدشها إلى أن تسيل منها الدماء، ثم يدخلون حرم الأئمة (علیهم السلام) بهذه الحال؟

ج. لا وجاهة شرعاً لمثل هذه التصرفات البعيدة عن إظهار الحزن والعزاء التقليدي والولاء للأئمة، بل لا تجوز فيما لو أدت إلى ضرر بدني معتنى به، أو إلى وهن المذهب في نظر الناس.

 

س. ما هو حكم ضرب الجسد بالسلاسل كما يفعله بعض المسلمين؟

ج. إذا كان على النحو المتعارف، وبشكل يعدّ عرفاً من مظاهر الحزن والأسى في العزاء، فلا بأس به.

 

س. ما هو الضابط الشرعي للضرر، سواء الجسدي أو النفسي؟

ج. الضابط هو الضرر المعتدّ به والمعتنى به عند العرف.

 

س. هل يجوز للنساء، مع محافظتهن على حجابهن وارتدائهن لباساً خاصاً يستر بدنهن، أن يشاركن في مواكب اللطم وضرب السلاسل؟

ج. لا ينبغي للنساء المشاركة في مراسم اللطم والضرب بالسلاسل.

 

س. هل يجوز للمرأة أن تقرأ مجالس العزاء، مع علمها بأنّ الأجانب يسمعون صوتها؟

ج. إذا کان فيه خوف المفسدة وجب الاجتناب عنه.

 

س. إذا فات المكلّف بسبب المشاركة في مجالس العزاء بعض الواجبات، كأن فاتته صلاة الصبح مثلاً، فهل ينبغي له حضور هذه المجالس مرة أخرى، أو أنّ عدم مشاركته تؤدي الى البعد عن أهل البيت ؟

ج. من البديهي أنّ الصلاة الواجبة مقدمة على فضل المشاركة في مجالس عزاء أهل البيت، ولا يجوز ترك الصلاة وتفويتها بعذر المشاركة في المأتم الحسيني، ولكن المشاركة في مراسم العزاء بنحو لا يتعارض مع الصلاة ممكنة وهي من المستحبات المؤكدة.

 

س. هل هناك اشكال في استخدام بعض الألفاظ مثل “أنا كلب الحسين” في مراسم العزاء؟

ج. التلفظ بهذه الألفاظ أمرٌ غير لائق، وعلى كل حال من الأفضل للمؤمنين أن يقوموا بمراعاة شؤون مراسم عزاء المعصومين عليهم السلام وخصوصاً سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

 

س. تُقرأ في بعض الهيئات الدينية مآتم لا تستند إلى«مقتل» معتبر، ولم تُسمع من عالم أو مرجع، وعندما يُسأل قارئو هذه المآتم عن مصدرها يجيبون: «هكذا أفهمنا أهل البيت» أو «هكذا أرشدونا»، وأنّ واقعة كربلاء ليست في المقاتل فقط وليس مصدرها قول العلماء فقط، بل أحياناً قد تتضح الأمور للقارئ أوالخطيب الحسيني عن طريق الإلهام أو المكاشفة مثلاً.. وسؤالي هو: هل نقل الوقائع عن هذا الطريق صحيح أم لا؟ وإذا لم يكن صحيحاً، فما هو تكليف المستمعين؟

ج. نقل المطالب بالصورة المذكورة، من دون أن تكون مستندة إلى رواية ولا مثبتة في التاريخ، ليس له صفة شرعية، إلاّ أن يكون نقلها بعنوان بيان الحال بحسب استنتاج المتكلم، ولم تكن مما علم كذبه وخلافه. وتكليف المستمعين هو النهي عن المنكر، فيما لو ثبت لديهم موضوعه وظروفه.

 

س. هل يجوز جمع الأموال من المتبرعين في أيام المحرّم وتقسيمها إلى حصص، لإعطاء قسم منها للقارئ والراثي والخطيب، وصرف الباقي في إقامة المجالس، أم لا؟

ج. لا بأس في ذلك، إذا كان برضى أصحاب الأموال وموافقتهم.

 

س. هل يجوز صرف المقدار الباقي من الأموال التي تُجمع بعنوان نفقات مراسم الأيام الفاطمية، في أيام محرّم؟

ج. لا بأس في ذلك، إذا لم يکن نذراً خاصاً للصرف في مراسم الأيام الفاطمية ولم يکن خلافاً لنظر الدافعين.

 

س. فيمَ يجب صرف المقدار الباقي من الأموال التي تُجمع بعنوان نفقات مراسم عاشوراء الحسين(عليه السلام)؟

ج. الأموال المتبقية يمكن صرفها في الأمور الخيرية، مع استجازة دافعيها، أو تُحفظ للصرف في مجالس العزاء المقبلة.

 

س. تقام في الحسينيات والمساجد في أكثر نواحي البلاد، خصوصاً في القرى، مراسم “الشبيه” باعتبارها من التقاليد القديمة، وأحياناً يكون لها أثر إيجابي في نفوس الناس، فما هو حكم هذه المراسم؟

ج. إن لم تتضمن مراسم “الشبيه” للأكاذيب والأباطيل، ولم تستلزم المفسدة، ولم توجب بملاحظة مقتضيات العصر وهن المذهب الحق، فلا بأس فيها. ومع ذلك، فالأفضل إقامة مجالس الوعظ والإرشاد والمآتم الحسينية والمراثي بدلاً عنها.

 

س. ما هو حكم استعمال الآلات الموسيقية في العزاء مثل: «الأُرغن» (آلة موسيقية تشبه «البيانو») والصنج وغيرهما؟

ج. استخدام الآلات الموسيقية لا تتناسب مع عزاء سيد الشهداء(عليه السلام) فينبغي أن تكون إقامة مراسم العزاء بنفس الكيفية المتعارفة، والتي كانت متداولة منذ القِدَم.

 

س. ما هو حكم استخدام “العلامة” في مراسم عزاء سيد الشهداء(عليه السلام) بوضعها في مجلس العزاء أو بحملها مع موكب العزاء؟

ج: لا إشكال فيه في نفسه، ولكن لا ينبغي أن تعدّ هذه الأمور من الدين.

 

س. ما هو رأيكم بالنسبة لاستمرار مسيرة مواكب العزاء في ليالي شهر محرّم إلى منتصف الليل، ويُستخدم فيها الطبل والمزمار؟

ج. إنطلاق مواكب العزاء على سيد الشهداء وأصحابه(عليهم السلام)، والمشاركة في أمثال هذه المراسم الدينية أمر حسن جداً ومطلوب، بل من أعظم القربات إلى الله تعالى؛ ولكن يجب الحذر من أي عمل يسبّب إيذاء الآخرين، أو يكون محرّماً في نفسه شرعاً.

 

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *