دوشنبه , 6 می 2024

القيم الجاهلية تختلف عن القيم التوحيدية و الإلهية

قال أستاذ الخارج في الفقه و الأصول في حوزة خراسان العلمية: إن أهمية تفسير العترة يوضح أهمية هذا الموضوع و هو أن الخط الجاهلي يختلف عن التوحيد كما أن القيم الجاهلية تختلف عن القيم التوحيدية و منفصلة عنها.

تطرق أستاذ الخارج في الفقه و الأصول في حوزة خراسان العلمية آية الله سيد محمد زنجاني في جلسة تفسير القرآن في جمع من الطلاب إلى تفسير سورة التكاثر و أشار إلى كلام الرسول (ص) المبني على تمسك الأمة بالقرآن و العترة مضيفاً: إذا تمسك الإنسان بهذين الثقلين فلن يضلّ أبداً و من جهة أخرى فإن حقيقة القرآن عند العترة.

كما أوضح أستاذ الخارج في الفقه و الأصول في حوزة خراسان العلمية أن ترتيب السور في الحقيقة هو انعكاس لتاريخ الاسلام الحقيقي مضيفاً: لقد نزل القرآن في حوادث مختلفة بناءاً على الوحي الإلهي و هو يُفهم الإنسان معظم المواضيع، والترتيب الموجود اليوم في السور هو ترتيب اجتهادي و وضع نهايته الخليفة الثاني.

وأوضح أن سورة التكاثر قد جاءت بعد سورة الكوثر و قد تم اختيار هذا الاسم للسورة بسبب ذكر هذه الكلمة في أول آية منها، وقال: على أي حال تحتوي هذه السورة على رسائل إيقاظ للبشر و من بينها الإشارة إلى التفكير العالمي.

القيم الجاهلية و القيم التوحيدية

وأشار آية الله زنجاني إلى هذا الأمر وهو أنه إذا أردنا دراسة هذه السورة فإن الدراسة يجب ان تتركز على خلفيات الأفكار، مضيفاً: في الحقيقة هناك جاهلية أولى و جاهلية غير أولى؛ بمعنى القيم الجاهلية قد ظهرت في ثوب الاسلام.

وأوضح سماحته أن هذه السورة قد نزلت في العام الرابع أو الخامس للبعثة حيث كانت الأفكار الجاهلية هي السائدة في ذلك الوقت في جزيرة العرب، واعتبر التكاثر بمعنى المبالغة و هي من القيم الجاهلية و أضاف: كان المال ملاك الكثرة و التفضيل في ذلك العصر.

و أوضح آية الله زنجاني أنه في الثقافة الجاهلية إذا كان من المفترض تغيير الأفكار السائدة في المجتمع سواء كانت سلبية ام إيجابية  فينبغي إلقاء نظرة على الثقافة السابقة و التبليغ للثقافة البديلة، فقال: الثقافة نفس الفكر السائد في ذلك المجتمع و التكاثر مأخوذة من كلمة الكثرة و بمعنى الحرص و الولع و جمع مال الدنيا و القوة الكثيرة.

حقيقة الإسلام عند أهل البيت (ع)

و أوضح آية الله زنجاني أن ترتيب السور مطابق لارتباط معانيها مع بعضها البعض، مظهراً: إن تاريخ الاسلام يُفهم من القرآن و قد أُرجعنا مراراً إلى القرآن وأنه يجب الرجوع إليه أثناء الغيبة و حقيقة الاسلام عند أهل البيت(ع).

و أوضح أن الأفكار الجاهلية هي ثقافة و فكرة وإذا بقيت تحت أي ظروف فهي جاهلية، و قال: لقد تم التأكيد في سورة التكاثر على هذا الموضوع وهو أن التفاخر بجمع الثروة يعود إلى أجداد الأفكار الجاهلية و بحسب شأن النزول فإن التكاثر عبارة عن قيمة جاهلية  و كل ما ليس قيمة توحيدية يقع في سياق القيم الجاهلية. وأشار آية الله زنجاني إلى هذا الموضوع وهو أن القيم الجاهلية تقع تجاه القيم التوحيدية القائمة على أساس التقوى و الكرامة و العلاقة مع الله، فأضاف قائلاً: التكاثر و المكاثرة كلاهما بمعنى التسابق في جمع الأموال و القوة و التنافس في هذا المجال.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *