یکشنبه , 5 می 2024

تحصيل العلم في المدرسة الرضوية

نظرة إلى الامتحان الشفاهي للمتقدمين للقبول في الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية

تنظر إلى القبة الذهبية لضريح المولى، همهماتها كينبوع الماء العذب، ينبوع تجري فيه أدعية الأم لولدها، تدعو له بمستقبل مشرق تملؤه السعادة والنجاحات، وتتوسل بالإمام عليه السلام، راجية أن تتحول أمانيها إلى حقيقة.

سيدة في متوسط العمر جلست على درجات تؤدي إلى مدخل الجامعة، نظرتها تتجه إلى الحرم الشريف، ويمتلأ قلبها بمناجاة الإمام الرضا(ع(، من هيئتها يمكن أن نعلم أنّها والدة أحد المتقدمين لامتحان القبول في الجامعة الرضوية، وعندما طلبنا منها أن تعرف نفسها قالت بلهجة آذرية: “أنا والدة محمد ناظر عدل، ربيت ابني منذ طفولته على حب الدين والنشاطات والأماكن الدينية، في هذا العام قُبل محمد في جامعة طهران في فرع الترجمة، ولكن عندما رأى إعلان الجامعة الرضوية في التلفزيون عن قبولها الطلاب لهذا العام، سألني عن رأيي في أن يتقدم إليها، أنا وافقت، وقبل شهر شارك في امتحان القبول الكتبي للجامعة والحمد لله نجح فيه، ومن ثم طلبوا منه أن يأتي لمشهد للمشاركة في الامتحان الشفاهي، وأنا رافقته في سفره لكي لا يكون وحيدا، لقد دعوت الباري تعالى متوسلة بالإمام الرضا(ع) أن يوفق ولدي في امتحان اليوم، وأن يتمكن من الدراسة إلى جوار حرم الإمام الرضا(ع)”.

تفضيل الجامعة الرضوية على جامعة طهران

يخيم السكوت على أرجاء الجامعة، عدد من المتقدمين من حملة الشهادة الثانوية ومن طلبة الحوزة العلمية يقفون أمام القاعة التي يقام فيها امتحان القبول الشفاهي والنهائي، وبعضهم الآخر جلس منتظرا أن يُنادى على اسمه ليدخل إلى قاعة الامتحان، بحثنا عن المتقدم محمد عدل الذي تحدثنا مع والدته عند بوابة الجامعة، شاب ذو 19 ربيعا حدثنا عن حبّه رغبته في الدراسة في هذه الجامعة بالقول: “منذ صغر سني وأنا أذهب لتعليم القرآن الكريم، وأحبّ الآداب واللغة العربية، ثقافتي العامة لا بأس بها، أرجوا أن أتمكن من تحقيق أمنية عائلتي بالدراسة في هذه الجامعة، الدراسة والحياة إلى جوار مرقد الإمام الرضا(ع) يهّون كثيرا الغربة والبعد عن الأهل والديار، لقد قبلت هذا العام في جامعة طهران، ولكني إذا كان من المقرر أن أتحمل البعد عن مدينتي وأهلي من أجل الدراسة  فليكن ذلك في مينة مشهد وفي جوار مولانا الإمام الرضا(ع)”.

امتحان شفاهي للقبول في مرحلتي البكالوريوس والماجستير

في الساعات الأولى من الصباح توجه مجموعة كبيرة من حملة الشهادة الثانوية ومن طلبة الحوزة العلمية _بعضهم يرافقه ذويه_ إلى البناء رقم 2 للجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية التابعة للعتبة الرضوية المقدسة، وكان تقدم لمرحلة امتحان القبول الأولى _الامتحان الكتبي_ خمسة آلاف شخص، نجح 720 منهم في الوصول إلى المرحلة الثانية أي الامتحان الشفاهي الذي يقام في مبنى الجامعة، حيث يخضع الناجحون في الثانوية لامتحان عمومي للقبول في مرحلة البكالوريوس، ويخضع طلبة العلوم الدينية وجميع المتقدمين لمرحلة الماجستير إلى امتحاني قبول شفاهي عام وعلمي(تخصصي).

القبول للعام الدراسي 2018_2019

أجرت الجامعة امتحانات القبول فيها لمرحلتي البكالوريوس والماجستير للعام الدراسي 2018_2019 (العام 1397 هجري شمسي وفقا للتقويم الإيراني) في شهر تموز الفائت، وحول هذا الأمر قال سماحة السيد محسن موسوي فر مدير قسم القبول في الجامعة: “شارك حوالي خمسة آلاف متقدم في امتحان القبول في الجامعة لمرحلتي البكالوريوس والماجستير، ومن هؤلاء المتقدمين تمّ توجيه دعوات إلى 558 متقدما لمرحلة البكالوريوس و234 متقدما لمرحلة الماجستير للمشاركة في الامتحان النهائي للقبول، وهو امتحان شفاهي).

وإلى اليوم شهت هذه الجامعة 24 دورة في مرحلة البكالوريوس، و20 دورة في مرحلة الماجستير، أما أفرع الجامعة ففي المرحلة الأولى يدرس حملة الشهادة الثانوية وطلبة العلوم الدينية في أفرع ستة هي: علوم القرآن، الفلسفة والكلام الإسلامي، الحقوق، الأدب الفارسي، الأدب العربي، الاقتصاد. أما في مرحلة الماجستير فبالإضافة إلى الأفرع السابقة، أضيفت أربعة أفرع أخرى هي: علوم الاجتماع عند المسلمين، العرفان والحكمة الإسلامية، فلسفة الإشراق، البنوك الإسلامية.

سجل عمل الجامعة في 34 عاما

حوزتان علميتان هما “ميرزا جعفر، و خيرات خان” تقعان شمال الحرم الرضوي الشريف، عملت هاتان المدرستان في إنتاج العلم والعلماء لمدة أربعمئة عام، وبعد انتصار الثورة الإسلامية تمت إعادة بناء المدرستين لتشكلا نواة الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية في العام 1986 وذلك بجهود متولي العتبة الرضوية السابق الفقيد آية الله واعظ الطبسي، عند انطلاقتها كانت الجامعة تعمل من ناحية الشهادة على النمط الحوزوي، ولكن في عقد التسعينات بدأت تقدم شهادات جامعية رسمية، يقول مسؤول القبول في الجامعة في هذا الشأن: “في العام 1995 وبقرار صادر عن المجلس الثقافي الأعلى للثورة باتت الجامعة تصدر شهادات رسمية وهي تتابع عملها مع التأكيد على أصالتها الحوزوية”.

وتحدث سماحة الشيخ موسوي فر عن المكانة العلمية للجامعة بين جامعات البلاد، وأكدّ أنّ خريجي الجامعة في مختلف الأفرع والمراحل يتصفون بقدرات علمية كبيرة، وقد حقق خريجو الجامعة مراكز متقدمة في الأولمبياد العام في إيران، وفي الامتحان الوطني العام للقبول الجامعي في مرحلة الماجستير والدكتوراه، وكان هذا التفوق واضحا في فرعي علوم القرآن والحديث، والفقه والحقوق.

ألفا طالب تخرجوا من الجامعة

مرت 24 سنة على بدء منح الجامعة الرضوية للشهادات الجامعية، وتخرج منها ألفا طالب في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، طلاب تميزوا بمستواهم العلمي الراقي، وبتأثيرهم الجيد في المجتمع وفي المجال العلمي على مستوى البلاد.

وبحسب تصريح السيد مسؤول القبول في الجامعة فإنّ جميع الخريجين يعملون في مواقع جيدة، فمنهم 300 أستاذ في الحوزات العلمية، وأكثر من 600 توجهوا إلى القضاء والمحاماة، و100 منهم أصبحوا أعضاء في الهيئات التدريسية لأهم الجامعات في البلاد، وأكثر من 60 منهم يعملون خارج البلاد كدعاة ومبلغين تحت إشراف المؤسسات الثقافية والدينية الإيرانية، من قبيل منظمة الحج والزيارة، والمستشاريات الثقافية.

جامعة دولية

بالتعاون مع منظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية ووزارات التعليم العالي في عدد من البلدان بادرت الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية ومنذ بدء تأسيسها لاستقطاب الطلاب من خارج إيران، سماحة السيد موسوي فر يضيف موضحا: ” لقد درس في الجامعة حتى اليوم طلاب من دول: العراق؛ السعودية؛ سوريا؛ أفغانستان؛ طاجيكستان؛ باكستان؛ الصين؛ البوسنة والهرسك، وبعضهم ما زال يتابع الدراسة حتى اليوم في مرحلة الدكتوراه في أفرع: علوم القرآن، والفلسفة والكلام الإسلامي، والقانون الدولي”.

مصدر: آستان نيوز

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *