شنبه , 4 می 2024

تكريم المنزلة العلمية للسيد المرتضى(ره) في مشهد

أقيمت ندوة تكريم المنزلة العلمية للسيد المرتضى (ره) بالتزامن مع الذكرى السنوية لرحلة هذا الفقيه والمتكلم الكبير وبمناسبة إعلان منظمة اليونيسكو العام 2017 باسم العام العالمي للسيد المرتضى في مدرسة آية الله الخوئي(ره) العلمية.

أقيمت هذه الندوة بمشاركة حجة الإسلام سيد علي شهرستاني بموضوع تعاليم النهج الكلامي للسيد المرتضى و كذلك حجة الاسلام رباني بيرجندي بموضوع معرفة نهج الفقه المقارن للسيد المرتضى، وذلك برعاية قسم البحوث في مدرسة آية الله العظمى الخوئي(ره).

 

منزل السيد المرتضی(ره)؛ مرکز للمناظرات العقائدية في بغداد

تحدث حجة الاسلام و المسلمين محمد حسن رباني بيرجندي في ندوة تكريم المنزلة العلمية للسيد المرتضى(ره): كان لعلمائنا الكبار نظرة لمعاصريهم في تدوين الكتب و الأنشطة العلمية وليس للماضين؛ وهذه نقطة هامة للغاية وجديرة بالتأمل.

وتناول أستاذ حوزة خراسان العلمية موضوع «تعاليم معرفة نهج الفقه المقارن لدى السيد المرتضى» موضحاً أن السيد المرتضى(ره) والسيد الرضى (ره) هما أخّان من عائلة عظيمة وعريقة، فقال: يوجد نقاط مهمة للغاية وجديرة بالإهتمام في حياة علماء الشيعة ومن بينهم السيد المرتضى علم الهدى(ره) وينبغي على طلاب العصر الحالي الإهتمام بها.

وأضاف: جعل السيد المرتضى(ره) من منزله في بغداد مركزاً للمناظرة والحوار في المسائل العقائدية وهذا معناه أنه لم يكن ينوي طرد أي شخص وكان يريد أن يصل كلام الحق للجميع.

وأوضح حجة الاسلام والمسلمين رباني بيرجندي أن السيد المرتضى(ره) كان يمسك بالمرجعية الشيعية في بغداد، فقال: كان مسؤولاً من قبل السلطة في ذلك الوقت عن القوافل و رجال الدين الذين يرافقون الناس إلى الحج.

وتابع: كتاب الأمالي و درر الفوائد و غرر القلائد هي ثمرة تدريسه في مسير التشرّف إلى مكة، فقد كان في المنازل التي ينزل فيه يقيم مقعداً للتدريس، ويعتبر كل ما قام بتدريسه من النصوص الهامة في الأدب العربي.

وأضاف عضو الهيئة العلمية في قسم الفقه في مكتب الإعلام الإسلامي في خراسان الرضوية: كان السيد المرتضى(ر) رئيس العلويين و الشيعة، و كل شخص من الشيعة يكون لديه مشكلة مع الحاكم و الخلافة لابدّ له من المرور من خلاله وعن طريقه.

وأضاف حجة الاسلام والمسلمين رباني بيرجندي: يوجد ثمانون ألف كتاب في مكتبته و قد زعم أحد العلماء أن جميع تلك الكتب الموجودة في مكتبته قد قام بقراءتها أو تأليفها.

وأضاف: الشافي واحد من أهم كتب السيد المرتضى(ره) حول الإمامة حيث كتبه رداً على الشبهات المطروحة في كتاب القاضي عبد الجبار المعتزلي من علماء أهل السنة الذين عاصروه.

وأوضح مسؤول قسم الفقه و الأصول في مدرسة نواب العلمية: حتى القرن الثامن الهجري كان التخصص الأساسي لعلماء الصف الأول من الشيعة في بغداد هو المسائل الكلامية، وكان الشيخ المفيد، السيد المرتضى، الشيخ الطوسي والعلّامة الحلّي متكلمين ومن ثم فقهاء، و حوالي خمس وتسعون بالمائة من الأعمال الشخصية للعلامة الحلّي تتعلق بالقضايا الكلامية.

وأضاف: على الرغم من أن تأسيس علم الأصول يعود إلى أعوام قبل السيد المرتضى(ره)، لكن أقدم نصوص مكتوبة موجودة بين أيدينا في هذا المجال هي رسالة مختصرة للشيخ المفيد(ره) و كتاب شامل عن السيد المرتضى(ره) باسم الذريعة إلى أصول الشريعة.

وفي الختام قال أستاذ الحوزة العلمية: للأسف بعض طلاب الحوزات العلمية لا يمتلكون القدرة و المهارة الكافية في الفهرسة، بينما هذا الأمر الهام هو أحد أسس و مباديء البحث، وينبغي على طلابنا مراجعة العناوين و الإرجاعات التي يعطيها الأساتذة وأن يقضوا ساعة من اليوم في المكتبة.

 

الإستفادة من الفقه لتعزيز العقائد

وتحدث حجة الاسلام و المسلمين سيد علي شهرستاني في ندوة تكريم المنزلة العلمية لفقيه الإمامية و المتكلم الكبير السيد مرتضى(ره) فقال: يوجد أسلوبان عامان في تعزيز العقائد؛ الإستدلال بالقرآن والأحاديث النبوية والإجابة على الشبهات عن طريق إحدى تلك الأساليب والتي يتم استخدامها الآن، لكن يوجد حركة ثانية يستخدمها علماء الشيعة أيضاً لكنها منسية الآن.  وأضاف: لقد وقعت أحداث كثيرة على مرّ التاريخ في بغداد، ويجب الإهتمام بالحركات و التاريخ العلمي و الفكري و الثقافي لهذه المدينة باعتبارها مكان ولادة السيد المرتضى(ره) لنزيد من معرفتنا به و بأهمية أنشطته العلمية.

وتابع: كانت بغداد مركزاً لتجمّع أفكار وعقائد مختلف المجموعات و المذاهب الإسلامية المتعددة التي أسسها الخلفاء العباسيون من أجل إبعاد أهل البيت (عليهم السلام) عن الناس و حجب أفكارهم و عقائدهم الأصيلة و ترويج و نشر أفكارهم و عقائدهم.

وتابع مؤلف كتب مثل «منع تدوین الحدیث» و «الأذان بین الاصالة والتحریف»: الخلافات العقائدية التي بدأت منذ زمن الخلفاء كانت موجودة في بغداد أيضاً، وكانت مجموعة تسعى وراء النص و أخرى وراء الرأي وهذه الخلافات العقائدية كانت مبدأ و أرضية للأنشطة الخاصة لأشخاص مثل السيد المرتضى (ره) و بقية مفكري و علماء الشيعة.

و أضاف حجة الإسلام والمسلمين شهرستاني: كانت هناك حركات و كتابات وآراء كثيرة ضد الشيعة زمن السيد المرتضى(ره)، كما كان هناك تيارات منحرفة كثيرة في ذلك العصر مثل الواقفية، وكان موضوع التولي و التبرّي هو الموضوع السائد و قد حصل قتل كثير بناءاً على تلك القضية.

وأضاف أستاذ الحوزة العلمية: لقد كانت الظروف في عصر السيد المرتضى(ره) تقتضي أن لا يستطيع الإكتفاء بالفقه والأصول، و كان من الضروري أن يتمكن من مختلف الجوانب المتعلقة بالمواضيع الدينية والأدب، تفسير القرآن، الفقه، الأصول، الحديث و أن يتعلم  بقية التخصصات و المجالات الدينية و يدوّن الكتب.

وأوضح حجة الاسلام والمسلمين شهرستاني  أن هناك طريقتان عامتان لتعزيز العقائد، فقال: الإستدلال بالقرآن والأحاديث النبوية والإجابة على الشبهات عن طريق أحد الأساليب التي تُستخدم في الوقت الحالي، وهو ما يتم استخدامه وهو جيد للغاية، لكن هناك حركة ثانية يستخدمها علماء الشيعة لكنها مغيّبة الآن و تتمثل بالإستفادة من الفقه لتعزيز العقائد و توجيه المذهب.

 

كان السيد مرتضى متكلم عقلاني

وقال حجة الاسلام والمسلمين سيد حميد علوي أزيز في هذه الندوة: كان السيد المرتضى(ره) أديباً وفقيهاً و متكلماً كبيراً في تاريخ الحوزة العلمية الشيعية، وبفضل أساتذته كان متكلماً عقلانياً استخدم الأساليب العقلانية في الفقه.

واعتبر السيد المرتضى(ره) واحد من أساطين الفقه والكلام الشيعة وله فضل كبير على الحوزات العلمية و مدرسة التشيّع.

وأضاف أستاذ حوزة خراسان العلمية: الشيخ الطوسي(ره) الذي يعتبره الكثيرون واحداً من أكبر علماء الشيعة على مرّ التاريخ كان تلميداً لمدرسة السيد المرتضى(ره) و قد اكتسب الكثير من فوائده العلمية.

وأضاف حجة الإسلام و المسلمين آزيز: إذا تغاضينا عن خلاصة كتابات الشيخ المفيد في علم الأصول فإن أول شخص كتب الذريعة في علم الأصول هو السيد المرتضى وقد قدّم خدمات علمية كبيرة للحوزة العلمية.

وفي الختام قال أستاذ حوزة خراسان العلمية: إنه فخر للحوزة العلمية و ينبغي دراسة شخصيته العلمية و تقديمه للطلاب على أنه أسوة علمية.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *