شنبه , 4 می 2024

خطاب عاشوراء؛ مقارعة الظلم والوقوف في وجه الظالمين

ألقى سماحة السيد إبراهيم رئيسي كلمة في مراسم “إذن العزاء” والتي أقيمت في آخر يوم من شهر ذي الحجة كمقدمة  لبدء برامج العزاء، وذلك في صحن الثورة الإسلامية في الحرم الرضوي الشريف.
سماحته أوضح في كلمته أنّه في نهضة عاشوراء حضر أصحاب الإمام الحسين(ع) الأوفياء في الميدان متسلحين بالإيمان والبصيرة، وقال: الخصيصة التي ميزت أصحاب أبي عبدالله الحسين(ع) أنّ البصيرة هي التي حكمت على سيوفهم، فهؤلاء الرجال العظام ميزوا جيدا بين العدو والصديق، وعرفوا جيدا من هو القائد وما هو الطريق الصحيح.

*خطاب عاشوراء؛ مقارعة الظلم والوقوف في وجه الظالمين
سماحته أكدّ أنّه حيثما وجد الظالمون فعلى السالك لطريق الإمام الحسين(ع) أن ينتفض، وأضاف: خطاب عاشوراء هو خطاب مقارعة الظلم والوقوف في وجه الظالمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن السيئات والشرور، و الإمام الحسين(ع) ثار طلبا لإصلاح المجتمع البشري؛ وهذا يعني التطبيق لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونهضته المقدسة لا تقتصر على العام 61 هجرية، بل إنّها مستمر حتى يوم القيامة، ولاشكّ أنّ دماء سيد الشهداء(ع) سوف تكون رمزا لهداية المجتمع الإنساني وتقويمه.
وقال: في وصيته بيّن الإمام الحسين(ع) أنّ الهدف من ثورته هو “إصلاح أمّة جده رسول الله(ص)”، وهذا الإصلاح والتقويم للأمور الاجتماعية لا يختص بالعام 61 ولا يقتصر عليه؛ بل إنّ النهضة الحسينية سوف تكون على مرّ التاريخ مصلحة ومقومة لأمور البشر.
وأضاف: طالما بقيت الأرض وبقي الزمان فإنّ دماء سيد الشهداء(ع) سوف تكون المصدر والمنشأ للإصلاحات الاجتماعية.

*الحسينيون لا يبايعون اليزيديين
متولي العتبة الرضوية المقدسة أكدّ على استحالة أن يبايع الحسينيون اليزيديين، وقال: رسالة نهضة عاشوراء لا تحدّ بمكان وزمان خاص بل هي مستمرة بعد ألف وأربعمئة عام، وما زال نداء الإمام الحسين(ع):”هل من ناصر ينصرني”  جديدا يملأ الآفاق، واليوم كلّ من يطلب العدالة ويواجه الظلم في هذا العالم يكون قد لبّى نداء الإمام(ع)، ورفع صوته عمليا بعبارة “لبيك يا حسين”.
سماحته بيّن أنّ جذور الثورة الإسلامية تعود إلى عاشوراء الحسين(ع)، وقال: سياسة الجمهورية الإسلامية في التبعية لعاشوراء تتمثل في أنّها لا تظلم احداً ولا ترضخ لظلم أحد، واليوم نحن نواجه اليزيديين الذين يظلمون، وينقضون العهود.
وأشار سماحته إلى الآية الشريفة 12 من سورة التوبة المباركة؛ قال تعالى: (قَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْکُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَیْمَانَ لَهُمْ…)، وقال: نقض المستكبرين لعهودهم بائن وظاهر في أعمالهم وأقوالهم، فالمستكبرون “لا أيمان لهم”؛ أي أنّ من ديدنهم مخالفة العهود والمواثيق، وهذه الصفة الدنيئة هي صفة دائمة عند أعداء الباري تعالى.
وأشار إلى الجرائم الاستكبار العالمي وأعماله الشنيعة التي استهدفت مختلف الشعوب المظلومة، وقال: الجرائم والفظائع التي ترتكب اليوم بحق الشعوب في فلسطين واليمن وبحق المساكين في ميانمار تجري بدعم من نظام الهمينة، والحركات الإرهابية المجرمة نشأت وصنعت بأيدي الإستكبار العالمي.

*إيران الإسلامية حاملة راية مقارعة الظلم في العالم
سماحة السيد إبراهيم رئيسي تابع قائلا: يجب على أتباع الإمام الحسين(ع) ألا يقفوا ساكنين إزاء الظلم، ولهذا السبب باتت الجمهورية الإسلامية الحاملة لراية مقارعة الظلم في عالم اليوم.
سماحته أشار إلى الخطاب الأخير لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية في منظمة الأمم المتحدة، وقال: هؤلاء وقعوا على الاتفاق النووي واليوم يريدون نقض هذا الاتفاق، وهنا يجب على المسؤولين في إيران أن يرفعوا من مقدار الثمن الباهظ الذي يجب أن تدفعه الولايات المتحدة ورئيسها عديم الأدب والأاخلاق لنقضهم هذا الاتفاق، وعليهم أن يثبتوا للعالم أنّ إيران ملتزمة بتعهداتها وبالاتفاقات التي وقعت عليها.
وشدد على ضرورة العمل الجاد لكشف الهوية الحقيقية للمسؤولين الأمريكيين، وقال: يجب على المسؤولين في الجمهورية الإسلامية وبتبعية السيد قائد الثورة أن يقفوا بثبات وصمود أمام الولايات المتحدة الأمريكية؛ صمودا يجعل الأمريكيين وحلفاءهم يندمون أشدّ الندم.
عضو مجلس خبراء القيادة أكدّ أنّ نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالتأسي بالإمام الحسين(ع) وبالدعم الشعبي العظيم يحظى بقوة وقدرات كبيرة جدا، وقال: هذا النظام وضع تعاليم عاشوراء نصب عينيه، وهو نظام يمتلك قاعدة شعبية واسعة، وهذا الشعب وبالاقتداء بإمامه الراحل البطل وبقائد ثورته الحكيم لن تقع في قلوب أبنائه الغيارى ذرة خوف من أمريكا.

*حلّ مشكلات البلاد على يد الشباب والاستفادة من القدرات والطاقات الداخلية
سماحة السيد إبراهيم رئيسي أوضح في الجزء الأخير من كلمته أنّ حلّ مشكلات البلاد لا يكون إلا بواسطة أيدي شبابها، وقال: الأجانب لم يحلوا مشكلة أيّ بلد آخر، وإيران الإسلامية ليست مستثناة من هذه القاعدة، ويجب أن يتحول الاعتماد على مواطنينا وعلى الطاقات الداحلية في البلاد إلى خطاب جامع في إيران، ويجب أن نعلم أنّ الأجانب لن يحلوا أيّا من مشاكلنا.
من الجدير ذكره أنّ مراسم “إذن العزاء” أقيمت بمشاركة مواكب عزاء  سيد الشهداء الإمام الحسين(ع) في صحن الثورة الإسلامية، وتمّ فيها استبدال راية القبة الشريفة وغطاء الضريح الطاهر، وهي مراسم تقليدية تقام سنويا في غروب آخر يوم من شهر ذي الحجة، وتضمنت قراءة المراثي وأشعار العزاء قدمها الرادودان ماهر رخسار وأحمد واعظي، كما تضمنت عددا آخر من الفقرات الرمزية التي تمثّل مقدمة لبدء العزاء في شهر محرم الحرام.

مصدر: آستان نیوز

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *