شنبه , 4 می 2024

ذكرى عن عبدالله الصالح والأسوة الورع، آية الله حسنعلي مرواريد(ره)

شهر مهر (تشرين الأول) من كل عام ذكرى وفاة و رحلة واحد من أكبر الفقهاء والعلماء المعاصرين في مدينة مشهد، آية الله الحاج ميرزا حسنعلي مرواريد(ره). فقد كان عبدالله الصالح و العالم التقي الذي كان له مكانة في قلوب الناس، و قد ترك لنا تراثاً قيّماً كثيراً. حيث أن المحبة التي لا توصف من قبل الشباب ومحبة زائري الامام الرضا(ع) لهذه الشخصية العلمية البارزة  والكبيرة هو خير مصداق على هذا الأمر.

تعليم آلاف الباحثين المجاهدين

قام آية الله مرواريد لسنوات في حوزة خراسان العلمية بتربية الطلاب و الباحثين. كما كان يُعتبر في فترة الثورة من بين الشخصيات المناضلةن حيث كان يقوم إلى جانب الشخصيات الأخرى بالنضال و توعية الناس حول الطاغوت، وخلال فترة حياته كان يحظى باحترام الناس على كافة مشاربهم بسب صفاته الأخلاقية مثل بساطة العيش.

كان لقاءه الناس و تردد الشخصيات العلمية و كبار المسؤولين عليه يتم في غرفة بسيطة من منزله المتواضع و القديم. والشىء الذي كان يظهره أيضاً هو الورع و الخوف من الله، ولم يتعلق بالدنيا أبداً ولم يكن لديه بهارجها، وكان يسعى أن يتزوّد بمتاع الآخرة ن والجهود العلمية لهذا المجاهد في الله خير شاهد على هذتا الإدّعاء. اهتمامه بالفقراء و المحتاجين و إقامة مجالس العزاء الأسبوعية أصبحت حديث كل الناس، ولهذا السبب كان يحظى بشعبية خاصة بين الناس.

جهاد العالم الرباني في مجال العلم والمعرفة

قام هذا العالم المشهور و المهذب طوال فترة تدريسه دروس الخارج، بتربية الكثير من العلماء والمفكرين في مجال العلوم و المعارف الإسلامية. كما يعتبر كتابه القيّم «تنبيهات حول المبدأ و المعاد» من أعمق وأقوى نصوص المعارف الإسلامية التي تم تأليفها في القرن الأخيرز المحاور الأساسية لهذا الكتاب الذي تم تأليفه باللغة العربية، التوحيد و معرفة الإنسان  والمعاد وكذلك مواضيع أخرى ذات صلة.

قام آية الله مرواريد بتأسيس مدرسة بعثت العلمية في عام 1971من و مدرسة سعادت العلمية في عام 1976م وقام بوقفها، وفي هذا السياق قام بتربية و تعليم طلاب العلوم الدينية؛

توسل قائد الثورة (حفظه الله تعالى) المعظّم بذكر المرحوم آية الله حسنعلي مرواريد

في أحد الخواطر عن هذه الشخصية العلمية البارزة و الحوار مع سماحة قائد الثورة الإسلامية(حفظه الله تعالى)، قال سماحته أنه بعد شهرين من رحلة آية الله مرواريدن قال آية الله العظمى الخامنئي(حفظه الله تعالى) في أحد اتصالاته مع حجة الاسلام و المسلمين علي أكبر إلهي خراساني، صهر آية الله مرواريد: «منذ وقت وفاته وأنا أتوسل له توسلاً خاصاً». النقطة المثيرة هنا أنه بعد ستة أشهر توجه أحد أعضاء عائلة مرواريد لشكره، وعندما وصل إلى سماحته أبلغه بالشىء نفسه.

زهد آية الله حسنعلي مرواريد و ورعه الذي يضرب به المثل

الشخصية العلمية لهذا الإنسان الرفيع الشأن، و الأسوة بالأخلاق و المعرفة، كانت بحيث لم يسعَ أبدا لأي منصب أو مقام، والآن ومع مرور ما يقارب العقدين على رحلته، إلا أن ورعه و خوفه من الله و زهده والتقوى التي كانت في وجود هذا الرجل الرفيع الشأن، جعل من ذكره خالداً لا ينساه أحدا ممن كان له ذكرى معه، وذكره بالخير لايزال يملأ الأوساط العلمية المختلفة ويتناقل على الألسنة ومن صدر لآخر. كما أن ابناءه لازالوا في حوزة خراسان العلمية يعملون في الدرس و البحث الذي هو منشأ أثر و تجلي تلك الشخصية العلمية الخالدة عبر التاريخ.

العبد الصالح خالد في ذاكرة من عرفوه

رحل آية الله ميرزا حسنعلي مرواريد عن هذه الدار يوم الثلاثاء 19 شعبان 1425 بعد 93 عام من حياة مليئة بالبركة، و تم دفنه في رواق دار السرور في حرم الإمام الرضا(عليه السلام). وقد وصف سماحة قائد الثورة(حفظه الله تعالى) في نص بيان رحلة هذا العالم الرباني بالعبد الصالح، الذي أمضى عمره المبارك  بالتقوى و الصلاح والسداد، و طوال سنوات عمره المبارك بسلوكه و ذاته العلمية والعملية، أصبحت شخصيته العلمية والنورانية التي لا تنسى، محفورة في أذهان كل من كان يعرفه.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *