دوشنبه , 6 می 2024

فخر حوزة مشهد

يعتبر آية الله زنجاني من الشخصيات الفريدة في التاريخ الشيعي المعاصر، كما أنّ تربية وظهور هؤلاء الرجال الدينيين في مدرسة فكرية وعقائدية يتطلب الكثير من الوقت والكثير من رأس المال البشري والتكاليف الاقتصادية الكثيرة ليظهر في تلك الأثناء كشخصية بارزة. إن تحليل هذا المصداق البارز والفريد من حوزة مشهد العلمية له العديد من الثمار والفوائد العظيمة لهذه الحوزة العلمية.

آثار إعادة قراءة شخصية آية الله زنجاني

الفائدة الأولى هي أنّ معرفة هذه الشخصية العلمية والروحانية في حوزة مشهد، والتعرف على الشخصيات الفكرية والروحية يعتبر مرحلة من معرفة الذات ومستوى الوعي الذاتي هو الوعي التاريخي للأمة وهذا يعني تعزيز العقلانية في مجتمع ما.

الفائدة الثانية هي أننا نصل إلى معرفة أكثر موضوعية عن حوزة مشهد المقدسة. إن إقامة آية الله زنجاني لمدة 40 عام (1351-1392هجري) في حوزة مشهد العلمية والتدريس، البحث وتدريب الموهوبين في مجالات العلوم الفكرية والفقه والأصول تشير إلى حقيقة مفادها أن حوزة مشهد العلمية لديها القدرة والمنافسة مع الحوزات الأخرى مثل قم والنجف بحيث يمكنها جذب شخصيات فريدة مثل آية الله زنجاني، وخلق أرضية لتربية وظهور مثل هذه القمم من المعرفة والروحانية. والأكثر من ذلك أن العديد من الشخصيات كانت تدور حول وجوده، وكثير من الناس قد نهلوا من بيدر المعرفة ذلك وذهبوا وهذا بدوره يدل على فعالية حوزة مشهد العلمية.

إن رحلة هذا العالم ومرجع التقليد قد ترك فراغاً في هذه الحوزة، وجعل هذا السؤال يتبادر إلى الأذهان وهو ما هي قدرات تلك الحوزة وأضرارها؟

إن المعرفة الواقعية بقدرات وإمكانيات هذه الحوزة العريقة والمؤثرة في تاريخ وثقافة الشيعة المعاصرة، هي حاجة حيوية وضرورة ملحة لحوزة مشهد المقدسة ليكون هناك أمل في تحقيق رؤيتها واستراتيجيتها الواضحة والحقيقية.

الفائدة الثالثة الملموسة هي تكريم العظمة التي نمتلكها من المائدة المثمرة و نعمة المعرفة والروحانية لهذا العالم الورع، وهذا الحق على عاتقنا نحن وحوزة مشهد العلمية و مدينة مشهد المقدسة. إن مشهد تضم شخصية تتجاوز عظمتها العلمية والمعرفية وقد ملأ صيته وشموله العلمي وعمق ثباته ومعرفته بالعلوم الدينية قد منح هذه الحوزة العلمية مكانة وطنية وعالمية.

من هو آية الله زنجاني؟

1. كانت شمولية هذا المرجع التقليد في مختلف العلوم الاسلامية إحدى سمات شخصيته. شرط الشمولية في العلوم هو رؤية مدارس مختلفة في كل علم. وقد درس هذا العالم الكبير في موضوع علم الفقه والأصول في مدرسة النجف الفقهية على أيدي شخصيات كبيرة مثل آية الله الحكيم والخوئي وعبدالهادي الشيرازي، وفي مدرسة قم الفقهية بحضور آية الله حجت كوه كمره اي والصدر والبروجردي، وفي موضوع الحكمة والفلسفة استفاد من وجود أساتذة أعلام عظماء مشهورين في عصرهم مثل الامام الخميني(ره) والعلّامة الطباطبائي.

2. لقد كان ملاذاً وداعماً لأصحاب العلوم العقلية في حوزة مشهد العلميةالمقدسة. كان لآية الله زنجاني كأستاذ بارز وبقية السلف مكانة خاصة بين علماء ومدارس إيران والشيعة، وقد منحته هذه المكانة إمكانية أن يكون ملجأ للناشطين وأساتذة المواضيع العلمية والعرفانية، ليكونوا في مأمن من مضايقات واضطهاد و تكفير وتفسيق المعارضين.

3. الشعر هو أحد الأشكال الأدبية التي تلعب دوراً أساسياً في نقل المعارف البشرية، لاسيما بين الدول التي تسود فيها الثقافة الشفوية والسمعية. كان للراحل آية الله زنجاني باع طويل في تفسير وتحليل أبيات المثنوي. وقد قام بتدريس المثنوي لسنوات. بشكل منتظم أسبوعياً.

4. من الخصائص الهامة لعصرنا هجوم الشبهات التي تغرس في مجتمعنا فلسفات مادية وإلحادية تحت شعار “حرية التعبير والفكر والمعتقد هي حق لكل إنسان”. لاشك أنّ أول من يتعرضون لهذه المشكلة هم الشباب. خاصة المتعلمون والمثقفون. كان آية اللع العظمى الزنجاني في مثل تلك الحالات ملأ للمعرفة الموثوقة للإجابة على الشبهات والأسئلة المطروحة من قبل هذه الفئة. لقد كانت وفرة الحجج وصلابتها إلى جانب تبسيطها لمستويات مختلفة من الجمهور، وضحكاته المليحة ومزاحه الحلوة في الجلسات المعرفية لذلك الفقيه الماهر تحلّي ذوق كل مهتم.

حجة الاسلام و المسلمين السيد محمد عيسي نژاد

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *