شنبه , 4 می 2024

من البنك الإسلامي الخالي من الربا إلى خدمة المحرومين في أرجاء البلاد

استضاف أحد البرامج الشهيرة في القناة الثانية الإيرانية وهو برنامج “حوار خاص” السيد مرتضى بختياري وكيل متولي العتبة الرضوية المقدسة الذي تحدث في هذا البرنامج حول أهم الفعاليات والنشاطات والمشاريع التي شهدتها العتبة الرضوية بعد عامين على تنصيب سماحة السيد إبراهيم رئيسي متوليا لها.

وفقا لتقرير الموقع الإعلامي “آستان نيوز” أکدّ السید بختیاري في بداية هذا الحوار أنّ الاطلاع التفصيلي على إنجازات وأعمال العتبة الرضوية  هو حق مسلم للجميع.

وأضاف: خدمة الزائرين وتسهيل الزيارة من المهمات الأساس للعتبة الرضوية المقدسة، وفي العهد الجديد من تولية العتبة بات هذا الأمر من السياسات الاستراتيجية في العتبة، وفي ظلّ هذه الاستراتيجية يتم العمل في مختلف النشاطات والمجالات.

وقال: أشار سماحة السيد قائد الثورة في البند الثاني من مرسوم تعيين متولي العتبة الرضوية إلى ضرورة قيام العتبة بالاهتمام بإعانة المحرومين والفقراء والمستضعفين، وقد بات هذا الأمر من أهم وظائف ومهمات العتبة الرضوية المقدسة، وبناء على ذلك فإنّ جميع نشاطاتنا تتمحور حول الزائر، وأطلقنا مشروع الزيارة من المبدأ إلى المبدأ .

وأضاف موضحا: يتحرك الزائر من محل إقامته من مكان ما في البلاد بنية زيارة الإمام الرضا(ع)، ومنذ اللحظة الأولى لبداية حركته وحتى عودته إلى منزلته يجب أن يتلقى العون والدعم من العتبة الرضوية، وفي هذا الإطار يجب القيام بفعاليات وإجراءات واسعة وكثيرة، وقد قمنا بالكثير من الأعمال ونفذنا العديد من الخطط على هذا الصعيد.

افتتاح المرحلة الثانية من مدينة الزائر الرضوية في أيلول/سبتمبر من العام الحالي

وقال: هناك أرض بالقرب من مدينة مشهد بمساحة 35 هكتار، وقفها صاحبها قبل 250 عاما على خدمة الزوار، بحيث تكون محلا لاستراحة الزائرين القاصدين مدينة مشهد المقدسة، وفوق هذه الأرض يتم حاليا بناء مدينة الزائر الرضوية.

وبيّن السید وکیل متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ بناء مدينة الزائر الرضوية خُطط على ثلاث مراحل، وقد افتتحت المرحلة الأولى منها في أيام عشرة الكرامة (ذكرى مولد الإمام الرضا(ع)) في العام الفائت، وتتألف المرحلة الأولى من 28 عمارة تضم الواحدة منها 25 شقة وست قاعات كبيرة ، وقد تمّ إسكان أكثر من ثلاثين ألف زائر يزورون الحرم للمرة الأولى (برعاية العتبة الرضوية) في هذه المدينة.

وأضاف: من المقرر أن يتم الانتهاء من بناء المرحلة الثانية من المدينة في شهر سبتمبر/أيلول من العام الحالي، والمرحلة الثانية كما الأولى تتألف من 28 عمارة تضم الواحدة منها 25 شقة وست قاعات كبيرة.

وأوضح أنّه من المقرر أن يبدأ العمل في بناء المرحلة الثالثة من المدينة قريبا، وذلك عبر “الوقف التشاركي”، ومساعدة الخيرين، وقال: يمكن لهذه المدينة بعد أن تكتمل أن تستقبل عشرين ألف زائر دفعة واحدة.

وقال: مدينة الزائر الرضوية خاصة بالزائرين دون غيرهم، وبناء على نيات الواقفين لا يمكن أن تستخدم هذه المدينة إلا لإسكان الزائرين.

مهمة العتبة الرضوية المقدسة في إزالة الحرمان تشمل جميع أنحاء البلاد

السيد بختياري أوضح أنّ سماحة السيد قائد الثورة أكدّ في مرسوم تعيين متولي العتبة الرضوية في أربعة بنود على ضرورة إعانة الفقراء والمحرومين، وقال: باتت هذه المهمة واجبا ووظيفة ملقاة على عاتق العتبة الرضوية المقدسة، ويجب الاستفادة من جميع طاقات وإمكانيات العتبة في إعانة المحرومين والمستضعفين.

وأشار إلى أنّ مهمة إعانة المحرومين التي تقوم بها العتبة لا تقتصر على مجاوري الحرم الشريف بل إنها تشمل جميع أنحاء البلاد، وقال: اليوم وبعد مرور عدة أشهر على زلزال “كرمان شاه” مازال خدام العتبة الرضوية متواجدين هناك ليقدموا خدماتهم لأهالي المنطقة المنكوبين.

وقال: في أيّ مكان تحصل فيه كوارث طبيعية تبادر العتبة الرضوية للمشاركة في عمليات الإغاثة وتقديم المساعدات للمنكوبين، ولكن لأنّ موارد العتبة الرضوية لا تكفي لإعانة جميع الفقراء والمحرومين، بادرنا بتوجيهات من سماحة متولي العتبة الرضوية إلى إطلاق مشروع وطني جديد ومبتكر تحت عنوان: توسعة مفاهيم الخدمة والخادم والمخدوم.

وأضاف موضحا: معنى هذا التوسع في هذه المفاهيم هو أنّ كلّ شخص في أيّ مكان في البلاد يمكنه أن يصبح خادما فخريا للحرم الرضوي الشريف، وذلك عبر مساهمته في تقديم العون والدعم للمحرومين والفقراء في منطقته وذلك تحت اسم خادم الإمام الرضا(ع).

وقال: في بعض المحافظات يقوم الأطباء الأخصائيون بمعالجة المرضى بشكل مجاني باسم الإمام الرضا(ع)، واليوم يوجد الكثير من الخدام العلميين والثقافيين والأطباء و …  في مختلف أرجاء البلاد يقدمون الخدمات للفقراء والمستضعفين في الإطار الذي ذكرته.

بختياري أورد مثالا على هذا النوع من الخدمات، وهو حضور عدد من أطباء مدينة مشهد المتخصصين في منطقة سرخس الحدودية؛ حيث يعملون هناك تحت عنوان “الخادم النصير” للعتبة الرضوية، وقد قدموا إلى اليوم خدمات طبية مجانية لأكثر من 3200 مريض، وفي شهر رمضان المبارك الفائت قام الخدام الفخريون للإمام الرضا(ع) بإعداد الكثير من موائد الإفطار الجماعية الخاصة بالفقراء في كثير من مناطق البلاد.

توسيع أنشطة المنظمة الثقافية للعتبة الرضوية المقدسة عالمياً

وكيل متولي العتبة الرضوية تحدث عن النشاطات الواسعة للعتبة الرضوية في المجال الثقافي، وأشار إلى تأسيس مراكز ومؤسسات مختلفة تابعة للعتبة تنشط في المجال الديني الثقافي كلّ في مجال معين، وقال: لكي لا يحدث أي تداخل في البرامج الثقافية المعدة من قبل هذه المراكز تم تحديد نطاق نشاط كل قسم بشكل واضح، وقال: أحد الحلقات المفقودة في عملنا كانت وجود “المنظمة الثقافية” حيث تم تشكيل مجموعة عمل تخصصية بمشاركة خبراء ثقافيين، وعقب العديد من اجتماعات الخبراء، كانت النتيجة هي إنشاء كيان  ثقافي لتنظيم سلسلة الأنشطة الثقافية خارج العتبة الرضوية تحت إطار “منظمة ثقافية”.

وتابع قائلاً: في الماضي كان لمعاونية الإعلام للعتبة الرضوية المقدسة أنشطة ثقافية خارج الحرم الشريف، لكن اليوم مهمة المنظمة الثقافية للعتبة الرضوية هو النشاط الثقافي خارج الحرم وعلى نطاق عالمي، بينما تم تحديد مهمة معاونية الإعلام بالأنشطة الثقافية فقط داخل الحرم الرضوي.

وتحدث بختياري حول أنشطة شركات العتبة الرضوية المقدسة: إن محورية وهدف العتبة الرضوية المقدسة في الأنشطة الاقتصادية هو الاقتصاد المقاوم والدعم التام للصناعات الوطنية، ولهذا السبب قامت المنظمة الاقتصادية الرضوية بناءاً على أوامر متولي العتبة الرضوية المقدسة بتحديد أربع مهام لكل شركة؛ تتمثل في تشكيل ملف تعريف لكل شركة، والتعرف على نقاط الضعف، وتحديد كيفية التخلص من نقاط الضعف،  وتحديد جدول زمني للتخلص من المشكلات ونقاط الضعف.

وكذلك أضاف: شركات العتبة الرضوية المقدسة إما موقوفة أو تم تأسيسها من موارد الموقوفات، وهذا هو سبب اختلافها عن شركات القطاع الخاص، ولكن من أجل تجنب تحقيق مبدأ العدالة والمنافسة في السوق، ستخضع جميع الشركات التابعة للضريبة، وبالتالي يمكن للقطاع الخاص التنافس مع هذه الشركات.

توسعة مفهوم الخادم والخدمة والمخدوم

وفي جزء آخر من حديثه أشار وكيل متولي العتبة الرضوية المقدسة إلى خطط توسعة خدمة الناس المحرومين في جميع أنحاء البلاد، وقال: إن تطوير الخدمة مهم جدا بالنسبة لنا، ولهذا الأمر تم تأسيس مكاتب ممثليات للعتبة الرضوية المقدسة في جميع أنحاء البلاد؛ للقيام بتنظيم عمل “الخدّام النصراء” الرضويين ليتمكن جميع المهتمين في كافة محافظات البلاد تقديم الخدمة للفقراء والمستضعفين باسم الامام الرضا(ع)؛ حيث يقوم مساعدو الخدّام “الخادم النصير” في أوقات محددة من العام بالخدمة في الحرم المطهر.

وتابع: وفي هذا السياق كاهناك خدام فخريون من تخصصات مختلفة؛ حيث لدينا في قسم المعسكرات الجهادية (المعسكرات الجهادية مصطلح يطلق اليوم في إيران على مبادرات خدمة تطوعية يقوم بها مجموعة من الأشخاص للمساعدة في بناء المساكن والمرافق العامة للفقراء وغيرها الكثير من الخدمات) أكثر من 2300 مجموعة جهادية في مختلف مناطق البلاد، وهي تقدم خدمات عديدة للقرى المحرومة، ومع الأنشطة التي تمت يصبح من الممكن الوصول إلى مليون “خادم نصير” رضوي في جميع أنحاء البلاد.

نحن بانتظار موافقة البنك المركزي لتأسيس بنك رضوي دون ربا

وتحدث بختياري حول جهود العتبة الرضوية المقدسة لتشكيل البنك الرضوي، وقال في هذا الشأن: نريد أن نثبت أنه يمكن تأسيس بنك “القرض الحسن” دون أن يكون هناك أي فوائد، وأن يكون لدينا بنك إسلامي بدون ربا.

وأضاف: يسعى هذا البنك لخدمة المحرومين عن طريق “القروض الحسنة “؛ حيث أرسلنا طلب تأسيسه إلى البنك المركزي، ومر بجميع المراحل الإدارية، ونحن بانتظار موافقة البنك المركزي ليتم دراسة الأمر والموافقة عليه في المجلس الأعلى للتمويل.

وأكد بختياري: جرى حول هذا الموضوع دراسات وتحقيقات دقيقة؛ بمشاركة أخصائيين، وقد وصلنا إلى هذه النتيجة وهي إمكانية تأسيس مثل هذا البنك بتلك الخصائص، وبالطبع نحن لا نسعى لإيجاد فروع في جميع أنحاء البلاد بل لتأسيس عدة فروع في بعض نقاط البلاد.

إطلاق نظام متكامل للطعام المتبرك لمضيف حرم الإمام الرضا (ع)

وحول وضع الأراضي الموقوفة للإمام الرضا(ع) قال: جميع الأراضي المختصة بالعتبة الرضوية المقدسة موقوفة وليس هناك إمكانية لبيعها، وفقط مع مراعاة بعض الشروط يمكن تحويلها إلى الأفضل، واليوم جميع الفقهاء والقوانين لا تعطينا الإذن ببيع تلك الأراضي، لكن في سياق مساعدة الناس يتم حماية 700 هكتار من الحقول في مشهد بعنوان رئات تنفس للمدينة، كما تم وضع أقسام مثل حديقة ملت مشهد ليستفيد العامة منها.

وتابع وكيل متولي العتبة الرضوية المقدسة كلامه قائلاً: يتم تأمين الطعام المتبرك لمضيف حرم الإمام الرضا(ع) عن طريق النذورات حيث قدّمنا في عام 2017 أكثر من 7 مليون و500 ألف وجبة طعام في مضيف الحرم الرضوي المطهر، وهذا ما تسبب في زيادة حجم النذورات التي يقدمها المؤمنون ويخصصونها لمضيف الحرم الشريف، وفي عام 2016 كان لدينا زيادة بنسبة 24 بالمائة بالنسبة للعام 2015.

وتابع كلامه قائلاً: قريباً سيتم إطلاق نظام متكامل من أجل تنظيم الطعام المتبرك ليتمكن كل زائر يريد التشرّف بالحرم الرضوي المطهر من خلال تسجيل اسمه في هذا النظام من الاستفادة من الطعام المتبرك للامام الرضا(ع)، وكذلك سيتم قريباً بناء المطبخ المركزي للامام الرضا(ع) في جانب مدينة الزائر الرضوية، بحيث يكون ممكناً في كل وجبة إعداد خمسين ألف وجبة طعام، ليتمكن كل زائر للحرم الرضوي المطهر من التنعم بوجبة واحدة من هذه المائدة المباركة.

نحن لا نوافق على المباني الشاهقة حول الحرم المطهر

وأوضح بختياري أن النسيج المحيط بالحرم الرضوي المطهر لا يعود للعتبة الرضوية المقدسة، وقال: في الماضي تم وضع خطة شاملة لمناطق المحيطة بالحرم المطهر حيث أكد سماحة قائد الثورة أنّ أي إجراء يتم اتّخاذه حول الحرم المطهر وما يختص به يجب ان يحظى بموافقة متولي العتبة الرضوية المقدسة، لكن خلال هذين العامين وفي جميع الإجراءات التي تمت لم يجري أي تنسيق مع العتبة الرضوية.

وأكد: الأبنية الشاهقة حول الحرم المطهر لم تكن محل تأييد العتبة الرضوية المقدسة، وحتى أنه تم تقديم اعتراض كتبي على هذا الأمر، وفي المستقبل لن تصدر رخصة لتشييد المباني الشاهقة حول الحرم المطهر.

وأضاف: هناك جهود تبذل كيلا يتكرر هذا الأمر في المستقبل وللأسف فإن وضع البناء حول الحرم لا يتناسب مع عمارة الحرم وجغرافيته.

يجب أن تتحول مشهد إلى مرجعية علمية للعالم الاسلامي

وصرّح وكيل متولي العتبة الرضوية المقدسة: حصل 200 حدث مختلف وجديد خلال العامين الماضيين في العتبة الرضوية المقدسة أحد تلك الاعمال تحويل مشهد إلى مرجعية علمية في العالم الاسلامي.

وتابع: كما قامت المعاونية العلمية في العتبة الرضوية المقدسة في هذا السياق ببذل جهود بمساعدة الخدّام العلميين للامام الرضا(ع) وعلينا أن نسعى بمشاركة الأخصائيين لتحويل مشهد إلى مرجعية علمية للعالم الاسلامي.

تأسيس الجامعة الرضوية الشاملة  

وأضاف بختياري: أحد برامج العتبة الرضوية المقدسة إيجاد الجامعة الرضوية الشاملة حيث يصبح ممكناً قبول الطلاب في كل مكان.

وفي ختام هذا البرنامج قال: قامت معاونية الإغاثة في العام الحالي بتقديم مساعدات بقيمة 126 مليار تومان للمحرومين والزائرين الذين يزورون الحرم المطهر لأول مرة، وقام الخيّرون والمؤسسات بالمساعدة بأكثر من 80 مليار تومان حيث تمت هذه المساعدات لتوسعة مفهوم الخدمة.

مصدر: آستان نيوز

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *