دوشنبه , 6 می 2024

يجب مواجهة تيار التحجر علمياً

قال آية الله علم الهدى: إن تيار التحجر في أوساط البلاد العلمية يتوسع بشكل غير محسوس، ولن يكون له قدرة على الظهور والبروز بتنوير وحكمة الشباب الحوزويين.

تحدث ممثل الولي الفقيه في خراسان الرضوية في مراسم حفل ولادة علي بن موسى الرضا عليه السلام في الجامعة الرضوية للعلوم الاسلامية مشيرا إلى ألقاب الامام الثامن فقال: إن لقب «عالم آل محمد» هو العنوان البارز بين المعصومين عليهم السلام الذي كان لكل منهم في عصره وزمانه مكانة رفيعة ومؤشر علمي،  هو لقب الامام  الرضا(ع) الذي يلفت الانتباه.

وأضاف عضو المجلس الأعلى لحوزة خراسان العلمية: في عصر الامام الباقر والامام الصادق عليهما السلام حدثت ثورة ثقافية وعلمية في الأمة الاسلامية، ولا سيما الشخصية العلمية للامام الصادق(ع) في العالم الاسلامي، لدرجة أنّ الوجه المشترك للمجالس والمنابر العلمية العديد كان تكرار عبارة «حدثني جَعفر ابن محمد» وبطريقة ما كان جميع حكماء وعلماء ذلك العصر تلاميذ للامام الصادق(ع).

وأضاف: ومع ذلك فإن المكانة العلمية للامام الرضا(ع)  قد ظهرت وبرزت في المراجع العلمية لاسيما في جلسات مناظرات الامام الرضا(ع) مع علماء الأديان الأخرى والفرق المنحرفة، وقد كان ناجحاً في زمانه من جانبين؛ أحدهما في مجال تقديم شخصيته الروحانية وإظهارها ضد الأفكار الأخرى للمأمون، والآخر في انتصاراته المستمرة والمتواصلة في النقاش العلمي والمواجهة المنطقية مع التيارات المنحرفة.

وحذّر آية الله علم الهدى من الانتشار غير المحسوس للتحجر في الأوساط العلمية، وقال: مع الحكمة والبصيرة التي يمتلكها الشباب الحوزويون، لحسن الحظ لا تملك التيارات المنحرفة والمنشقة أرضية للظهور والبروز في الحوزات العلمية؛ لكن لابد من الحذر واليقظة حتى تكون المواجهة العلمية مع تيارات التحجر بنفس مستوى المواجهة العلمي مع الغرب.

ومع بيان أنّ كل فكر ثقافي وبقدر ما يتماشى مع الأفكار الدينية للناس، فإن بإمكانه أن يعمّ المجتمع ويتغلغل في المجتمع، وأضاف: الفرق الهام بين التحجر وانحراف النزعة الغربية هو أن الأشخاص المتدينين يكونوا يقظين دائماً في تحديد مضامين النزعة الغربية ويمكنهم التعرف بسهولة على الأفكار الليبرالية المنحرفة واتخاذ مواقف تجاهها، لكنّ التحجر الذي ينسب نفسه إلى الدين يهدد دائماً المجتمع المدني.

وتابع إمام جمعة مشهد: على الرغم من الاختلافات الجوهرية بين التيارين المنحرفين لليبرالية والتحجر، فإن لكل منهما هدف مشترك وهو نشر العلمانية ليقتصر الإسلام على المساجد، ويثنون المهتمين المتدينين عن أدوارهم الاجتماعية، وأخذ الجهاد والنضال من بيد يدي المتدينين بالانحرافات.

واعتبر ممثل الولي الفقيه في خراسان الرضوية أن الانحراف الناجم عن التحجر بأنه أشد تدميراً من الانحراف مع الأفكار الليبرالية وقال: شرح فضائل أهل البيت(ع) لاينحصر في سرد القصص والحكايا حيث نريد تقديم نقاط مضيئة من سيرتهم كنموذج أسطوري، بل يجب تحديد استراتيجية حركية لحياة مجتمعنا اليوم تستند إلى هذه المكارم الأخلاقية.

وتابع: الحرب التي ظهرت في صحراء كربلاء ف فترة إمامة سيد الشهداء(ع) قد استمرت في عصر ولاية الامام الرضا(ع) بالجهاد العلمي والمعرفية، وبنفس القدر الذي نزل فيه الامام الحسين(ع) إلى الساحة بكافة مواهبه وطاقاته لخدمة دين الله، فإن الامام الرضا(ع) بشخصيته العلمية قد دخل بكل قوته في مجال المواجهة مع الفتنة والانحراف بحيث يكون بعلمه قد دافع عن دين الله تماماً كما داقع عنه الامام الحسين(ع) بدمه.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *