جمعه , 26 آوریل 2024
مدرسة مستشارية

الحوزات العلمية في مشهد / حوزة علمية غيبها الدهر

إذا ما كنتم من هواة قراءة تاريخ مشهد، أو سألتم أحد من أصحب المعرفة حول تاريخ تأسيس صحن من الصحون أو مضيف الإمام(ع) فإنكم بدون شك ستسمعون أسماء بعض المدارس التاريخية، لكن ينبغي أن تعلموا أن هناك الكثير من طلاب الحوزة في مدينة مشهد سابقا، ممن كان من رواد حوزات القرون القديمة التي لم يعد لها أي ذكر بل غيبها الدهر ولم يبقى لها أي أثر.

«مستشاریه»، «السید میرزا» أو «الملا تاج»؟

كانت هذه المدرسة التاريخية تقع في الشمال الغربي من صحن الثورة الإسلامية، خلف الأيوان العباسي ملتصقة بمدرسة ميرزا جعفر التاريخية، لكن الآن لم يبقى لها أي أثر. أما بالنسبة لتاريخ تأسيس وبناء مدرسة السيد ميرزا فلا يوجد أي وثيقة تاريخية تدل عليه، لكن بعض المنابع التاريخية ترجع تاريخ هذه المدرسة الى عهد شاهرخ التيموري. في ذلك الزمن الذي تألقت فيه الحوزة العلمية في مدينة مشهد وتأسست فيها العديد من المدارس العلمية كمدرسة«دو در»، «بریزاد» و«بالاسر» لتتركها تذكارا للأجيال اللاحقة.

أول مؤسس للمدرسة كان السيد ميرزا، الذي كان متوليا لإدارة وشؤون هذه المدرسة، وأخر المتولين كان الشيخ مرتضى ابن«مستشار الملك».

ومع مرور الزمان أحتاجت المدرسة الى ترميم واعادة إعمار، فقام أحد الخيرين المدعو«الملا تاج» بدفع تكاليف إعداة ترميم وإعمار هذه المدرسة. تمت أعادة اعمار المدرسة، وأضفت عليها رونقا جديدا، وبعد ذلك تبدل اسم المدرسة الى اسم «الملا تاج».

وفرضت الأوضاع والظروف المختلفة في مدينة مشهد أثرها على هذه المدرسة حتى كتب «فریزر» الرحالة الإنجليزي في عام 1237هـ.ق في مذكراته يصف زيارته لمدينة مشهد: «لم يعد هناك في مدرسة الملا تاج أي طالب حوزوي، وأصبحت مكان لتوقف الزوار فقط…».

ولم تتغير أحوال وأوضاع المدرسة حتى عام 1290 هـ.ق وبعد ذلك قام شخص باسم «المیرزا محمد رضا السبزواري»  الذي كان مشهوراً بــ«مستشار الملك» والذي تم تعيينه من قبل ناصر الدين شاه كوكيل لجمع ضرائب خرسان، والذي قدم خدمات جليلة لطلاب الحوزة العلمية في مدينة مشهد قبل وفاته في عام 1308 هــ.ق حيث قام بإعادة افتتاح مدرسة الملا تاج، وخصص موقوفات لطلاب الحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة. وتشير الوثائق التاريخية الى أن كل طالب من طلاب الحوزة العلمية في مدينة مشهد في ذلك الوقت كان يحصل من هذه الموقوفات على خمسين(منٍ) من الحنطة وأربعين(منٍ) من الشعير.

مذبحة مسجد جوهرشاد

بعد سنة من واقعة مسجد جوهر شاد التي راح ضحيتها الكثيرين على يد رضا خان، أصبحت هذه المدرسة متروكة بشكل كامل، وبسبب عدم الإهتمام بها سقط أكثر أجزاء سقفها، وبالإضافة الى ذلك تم تخريب أجزاء منها بأمر الشاه عباس للبدء بعمليات توسيع الصحن العتيق(صحن الثورة).

وفي عام 1976م ونتيجة البدء بمشروع توسيع أطراف الحرم، لم يبقى لهذه المدرسة أي أثر أو علامة. ومع هذا فبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، تم الحاق قسم من هذه المدرسة بالجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، لتبقى هذه المدرسة بكل جزء من أجزائها مهدا لنشر العلوم والمعارف الدينية.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *