شنبه , 18 می 2024
حوزة خراسان العلمية

الحوزة العلمیة في مشهد في أربع مراحل

تعرضت الحوزة العلمية في مشهد للكثير من التغيرات على مدى التاريخ. هذه الحوزة التي تأسست مع مجيء الإمام الرضا(ع)، وربت على مر الأيام الكثير من العلماء الأعلام والخطباء الكبار.

المرحلة الأولى

تزامنت مع دخول الإمام الرضا(ع) الى خرسان حيث نفخ في الحوزات العلمية الشيعية الروح من جديد. وخلال رحلة الإمام(ع) الى مدينة مرو اتصل بالعديد من الناس، وكان يقام في كل مدينة يمر بها(ع) محفل درسي موضوعه نشر المعارف العلوية. ومن أهم الدروس التي قدمها الإمام علي بن موسى الرضا(ع) خلال رحلته الى مشهد قراءة حديث سلسلة الذهب أمام آلاف الروات والعلماء في نيسابور، وكذلك المناظرات العلمية التي أقامها في مدينة مرو.

وقد تزامن العصر الرضوي مع نهضة الترجمة في العالم الإسلامي، وهذا ماساعد على ظهور تيارين فكريين متضادين، وقد قام الإمام الرضا(ع) من خلال المباحث الكلامية وتحديد قواعد واسس مكتب التوحيد بالرد على هذه التيارات المنحرفة. ومن أهم المواضيع التي اهتم بها عالم آل محمد(ص) مواجهة التشبيه وتجسيم الذات الالهية، توصيف الصفات الإلهية، مواجهة الفكر القائل برؤية ا…، وبيان مسألة البداء.

المرحلة الثانية

بعد شهادة ثامن الحجج(ع) في ايران، اجتمع علماء الشيعة الأعلام حول مرقده المنور، وتحولت هذه البقعة الى مركز علمي وثقافي. وقد جهدوا من القرن الثالث وحتى التاسع الهجري من خلال إقامة حلقات الدرس والبحث بجوار مضجعه الشريف الى احياء المدرسة الجعفرية ونشر معارف اهل البيت(ع). ومع كل هذا إلا أن تغير الاوضاع وقيام الحكومات الجائرة ووقوع الحروب والغزوات الوحشية التيمورية والمغولية، تسبب بركود علمي في أواخر هذه المرحلة.

لكن هذه المشكلة لم تمنع من نشر الكتب القيمة والمهمة ككتاب«مجمع البيان في تفسير القرآن‏» أثر الشيخ الطوسي شيخ الطائفة. وقد كان الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي من كبار علماء الاعلام الحاضرين في الحوزة العلمية في مشهد في هذه المرحلة، وكذلك تم بناء عدة مدارس علمية في هذا العصر كمدرسة«بالاسر»، «پريزاد» و «دودر».

المرحلة الثالثة

مع بداية القرن العاشر الهجري وقيام حكومة الصفويين، أصبح هناك اهتمام بالغ باحياء الجوانب الدينية في مدينة مشهد المقدسة. لكن في هذه البرهة الزمانية لم تحظى الحوزة العلمية في مدينة مشهد بكثير من الإزدهار والنمو العلمي. وكان أكثر العلماء المعروفين يقيمون خارج خرسان، فقد كان هؤلاء الاعلام يتوقفون لسنة  في مشهد ثم كانوا يهاجرون الى مدينة النجف الأشرف أو الى المدن الأخر. ولذلك لم تشيد أي مدرسة أخرى على المدارس العلمية التي بنيت في المرحلة السابقة.

لكن ومع بداية القرن الحادي عشر الهجري بدأت تظهر معالم التغيير، ومع النصف الثاني من هذا القرن الذي يمكن اعتباره من سنوات الإزدهار العلمي في الحوزة العلمية في مشهد. فخلال هذه السنوات أصبحت حوزة مشهد العلمية تنافس أهم المراكز العلمية من حيث حضور العلماء الأعلام والمدرسين الكبار، ومن بين الأساتذة المعروفين المعاصرين لهذه المرحلة يمكن الإشارة الى«المحقق السبزواري» و«الشيخ محمد الحر العاملي».

المرحلة الرابعة

بدأت هذه المرحلة مع بداية القرن الرابع عشر الهجري، وانتهت فيها مرحلة الحصار. وخلال هذه المرحلة أصبحت الحوزة العلمية في مدينة مشهد من أفضل الحوزات العلمية في العالم الشيعي في العلوم العقلية والأدبية، وأما في الفقه والأصول فقد أصبحت منافسة للحوزات العلمية في النجف الأشرف وقم المقدسة.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *