شنبه , 18 می 2024
مدرسه عباس قلي خان

عباس قلي خان، مدرسة بقدم التاريخ

تعتبر مدرسة عباس قلي خان أحد أقدم المدارس العلمية في مدينة مشهد، والتي حافظت على رونقها العلمي وعلى حضورها الفاعل على الساحة العلمية على مر السنين. تم بناء هذه المدرسة في عام 1078 قمري، ويعود تاريخها الى العهد الصفوي. تصل مساحة البنية التحتية للبناء الذي يتألف من طابقين الى تسعة آلاف متر مربع. ويشتمل بناء المدرسة على 128 غرفة، حيث يستخدم بعضها اليوم كسكن لطلاب الحوزة، وقسم منها صفوف لتعليم العلوم الدينية، وقسم منها مكاتب ادارية كالمكتبة ومكتب الأساتذة وكذلك مركز ثقافي.

تعتبر مدرسة عباس قلي خان العلمية أقرب مدرسة الى حرم الإمام علي بن موسى الرضا(ع)، وبعد توسعة مساحة الحرم أصبحت متصلة بالحرم تقريباً.

أما بالنسبة الى واقف هذه المدرسة فهو المرحوم الحاج عباس قلي خان شاملو، الذي أوقف مع هذه المدرسة العلمية الكثير من الموقوفات للمراكز الإدارية التابعة لهذا المركز التعليمي. لكن ومع مرور الزمان تعرض العديد من هذه العقارات والموقوفات الى الاستغلال، وللإسف يوجد العديد من هذه الموقوفات الآن مسجل بأسماء أفراد آخرين! وبعد سنوات من الثورة الإسلامية ومن خلال إحياء قسم من هذه الموقوفات، وتخصيصها بالمدرسة، عادت الحياة الى أروقة وأجزاء مدرسة عباس قلي خان.

وقد تم حتى الآن احياء أقل من 2 بالمئة من موقوفات هذه المدرسة في مختلف مناطق ايران، ومع ذلك يوجد أكثر من سبعة بالمئة من موقوفات مدرسة عباس قلي خان مؤجرة. وبناء على قول المتولي لشؤون هذه المدرسة فإن 40 بالمئة من العقارات والأملاك الموقوفة، تقع اليوم في دولة افغانستان، ولم يتم حتى الآن القيام بأي أمر لرفع يد المتسلطين وإعادة حقوق الإستفادة من هذه الموقوفات الى مدرسة عباس قلي خان.

الى ما قبل مدة وجيزة، كانت المدرسة سكن لطلاب الحوزة الأجانب، ويؤلف القسم الأكبر منهم جمع من الثوريين وعلماء الفكر من شيعة أفغانستان. واليوم، ومن خلال هذا الأحداث، أصبحت مدرسة عباس قولي خان ترتبط ارتباطا وثيقا بالحركة الإسلامية والشيعية في أفغانستان.

تقع عهدة إدارة المدرسة على عاتق أحفاد النسل الثامن للمرحوم عباس قلي خان شاملو، ومن الناحية العلمية والتعليمية يتولى مركز مديرية الحوزة العلمية في خرسان إدارة هذه المدرسة. ومنذ أربع سنوات قرر مجلس ادارة المدرسة تخصيص فضاء هذه المدرسة التعليمية بطلاب الحوزة العلمية الذين دخلوا الحوزات العمية بعد حصولهم على شهادات جامعية، واليوم تستقبل المدرسة نهارا أكثر من 130 طالب ومساء أكثر من 30 طالب في مختلف المراحل الدراسية كالماجستير والجامعات والمعاهد، حيث يدرسون فروع الرياضيات والعلوم التجربية والعلوم الإنسانية.

ونظرا للظروف الخاصة بالطلاب الدارسين في مدرسة عباس قلي خان، فقد تم اعداد العديد من البرامج العلمية والثقافية والتعليمية، بما يعود بالفائدة على هؤلاء الطلاب. ومن بين هذه البرامج يمكن الإشارة الى مباحث الحرب الناعمة، مؤتمرات عن التحقيق والإجتهاد، دروس نهج البلاغة، المهدوية، بالإضافة الى حفظ وتجويد القرآن الكريم.

لقد شهدت هذه المدرسة على مر التاريخ حضور الكثير من الطلاب والدارسين والعلماء والمتعلمين ومن بين هؤلاء يمكن الإشارة الى العلامة البلخي الذي يعتبر زعيم الحركة الإسلامية في أفغانستان.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *