شنبه , 4 می 2024
عالم آل محمد

لقب اطلقه رسول الله(ص) على ابنه… / لماذا «عالم آل‌ محمد»؟

الدكتور محمد حسين رجبي دواني- لقد بلغ الأئمة المعصومون(ع) نهاية الفضل والفضيلة، لكن بعض الأئمة(ع) وبسبب بعض الظروف الزمانية والمكانية، اشتهر بلقب خاص عرف به. ومن هنا فقد اشتهر الإمام الرضا(ع) بجملة من الصفات والألقاب الخاصة، واحدى هذه الألقاب التي اطلقها رسول الله(ص) عليه هو لقب عالم آل محمد.

جميع الأئمة علماء

لكن لماذا لم يحصل الإمام الباقر(ع) أو الإمام الصادق(ع) على هذا اللقب مع ما نقل عنهما من تربيتهم للكثير من أصحابهما والحاضرين تحت منابر درسهم؟

لقد تجلت في سيرة الأئمة(ع) مختلف صفاتهم الحسنة واشتهروا بين الناس بألقاب باقر العلوم والصادق  والكاظم والجواد والرضا، وكل واحد منهم(ع) كان عالماً بل أعلم الناس في زمانهم، لكنهم اشتهروا بصفة وبلقب كان أكثر جلاء وصفاء بين الناس. وعلى سبيل المثال فإن أكثر الروايات الفقهية والأخلاقية والإعتقادية نقلت عن الإمام الصادق(ع)، لكن جانب صدقه تجلى في سيرته وأقواله بين الناس أكثر من الجانب العلمي. كما أن الإمام الباقر(ع) سنحت له الظروف لنشر معارف أهل البيت(ع) بين الناس في مختلف العلوم، ومن هنا اشتهر(ع) بين الناس بباقر العلوم.

تجلي علم الإمام(ع) في مناظراته

وفي المقابل فإن سبب اشتهار الإمام الرضا(ع) بلقب عالم آل محمد، التنوع وسعة العلوم والمعارف المختلفة التي كان الإمام الرضا(ع) عارفا بها، والتي كان يستفيد منها الإمام الرضا(ع) بحسب الشروط والظروف الزمانية والمكانية. وبعبارة أخرى لإنه(ع) لم يشتهر بهذا اللقب فقط لأن رسول الله(ص) أطلق عليه هذا اللقب، فلقد تجلت العظمة العلمية لثامن الأئمة(ع) في عصره بشكل علني، وكان(ع) يناظر مختلف علماء الأديان والمذاهب في مختلف المسائل العلمية والإعتقادية، وكان هؤلاء يقرون ويسلمون بكمال علم الإمام(ع)، ولذلك كان علماء المسلمين وغير المسلمين بعد تيقنهم بالمقام العلمي للإمام الرؤوف(ع)، يعلمون جيدا أن الإمام الرضا(ع) هو هذا اللقب لا غيره.

اسلوب الإمام الرضا(ع) في البحث العلمي

كان الإمام الرضا(ع) يستعمل في مناظراته الأسلوب المنطقي والعقلاني من خلال الإستدلال العلمي البعيد عن التعصب.

ونظراً لكون المناظرين للإمام الرضا(ع) كانوا من أتباع الأديان الأخرى، وكانوا بالأساس من الملحدين، ولايعتقدون بالمبدأ والمعاد، فكانوا يطرحون بعض الشبهات والإشكالات ويشككون في المباني والإعتقادات الإسلامية، وكان الإمام(ع) يجيب على أسئلتهم بالإستدلال العلمي والأسلوب المنطقي.

ومع هذا فقد كان المشاركين في مناظرات الإمام الرضا(ع) طلاب للحقيقة، لا يناظرون الإمام بهدف ضرب المعتقدات أو تسليط الضوء على بعض المسائل السياسية. لكن اليوم نحن نواجه الكثير من الأعداء في الداخل والخارج، الذين يسعون من خلال بث الشبهات والتحريفات، الوصول الى غايتهم  المرجوة وهي تشويه الإسلام وتضعيفه. حتى وإن كنا قادرين على رد شبهاتهم، لكن لسنا بحاجة دائما إلى الإجابة عن جميع شبهاتهم التي لاقيمة لها، بل نحن نحتاج الى حسن التدبير واعمال العقل لرد كل شبهاتهم وتضليلاتهم.

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *